عبير الإسلام
اهلا بكم اعزائى الكرام
عبير الإسلام
اهلا بكم اعزائى الكرام
عبير الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نشر ريحان الاسلام وعبيره العطر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» رسالة الى اختى المعلمة
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالأحد سبتمبر 25, 2011 2:51 pm من طرف امه الله

» اسباب تأخر سن الزواج
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالأحد سبتمبر 25, 2011 2:49 pm من طرف امه الله

» كام نكته يارب تعجبكوا
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 4:10 pm من طرف samir ahmed

» اغبى زوجين بالعالم
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 4:04 pm من طرف samir ahmed

» موسوعة لأغرب المعلومات وأطرفها
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 4:02 pm من طرف samir ahmed

» فضل لا إله إلا الله
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 3:46 pm من طرف samir ahmed

» مخلوقات الله تعالى، وتواصلها الرائع.. لغات بلا كلمات
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 3:42 pm من طرف samir ahmed

» الي من غرته الدنيا وزينتها
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالجمعة يناير 14, 2011 10:11 am من طرف مسلم

» ابع تفسي سوره النساء من الايه (111) حتى الايه(176)
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالجمعة يناير 14, 2011 9:54 am من طرف مسلم

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني

 

 تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امه الله
رئيس المنتدى
امه الله


عدد المساهمات : 392
تاريخ التسجيل : 06/10/2010

تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100)   تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100) Emptyالجمعة نوفمبر 19, 2010 4:32 am


[ مدنية وآياتها مائتان أو إلا آية نزلت بعد الأنفال ]
بسم الله الرحمن الرحيم
{ ألم } الله اعلم بمراده بذلك


الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2)


2 - { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }


نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل (3)


3 - { نزل عليك } يا محمد { الكتاب } القرآن ملتبسا { بالحق } بالصدق في أخباره { مصدقا لما بين يديه } قبله من الكتب { وأنزل التوراة والإنجيل * من قبل } اي قبل تنزيله { هدى } حال بمعنى هادين من الضلالة { للناس } ممن تبعهما وعبر فيهما بأنزل وفي القرآن بنزل المقتضي للتكريم لانهما أنزلا دفعة واحدة بخلافه { وأنزل الفرقان } بمعنى الكتب الفارقة بين الحق والباطل وذكره بعد ذكر الثلاثة ليعم ما عداها


من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام (4)


4 - { إن الذين كفروا بآيات الله } القرآن وغيره { لهم عذاب شديد والله عزيز } غالب على أمره فلا يمنعه شيء من إنجاز وعده ووعيده { ذو انتقام } عقوبة شديدة ممن عصاه لا يقدر على مثلها أحد


إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء (5)


5 - { إن الله لا يخفى عليه شيء } كائن { في الأرض ولا في السماء } لعلمه بما يقع في العالم من كلي وجزئي وخصهما بالذكر لأن الحس لا يتجاوزهما


هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم (6)


6 - { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } من ذكورة وأنوثة وبياض وسواد وغير ذلك { لا إله إلا هو العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه


هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب (7)


7 - { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات } واضحات الدلالة { هن أم الكتاب } أصله المعتمد عليه في الأحكام { وأخر متشابهات } لا تفهم معانيها كأوائل السور وجعله كله محكما في قوله { أحكمت آياته } بمعنى أنه ليس فيه عيب ومتشابها في قوله { كتابا متشابها } بمعنى أنه يشبه بعضه بعضا في الحسن والصدق { فأما الذين في قلوبهم زيغ } ميل عن الحق { فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء } طلب { الفتنة } لجهالهم بوقوعهم في الشبهات واللبس { وابتغاء تأويله } تفسيره { وما يعلم تأويله } تفسيره { إلا الله } وحده { والراسخون } الثابتون المتمكنون { في العلم } مبتدأ خبره { يقولون آمنا به } اي بالمتشابه أنه من عند الله ولا نعلم معناه { كل } من المحكم والمتشابه { من عند ربنا وما يذكر } بإدغام التاء في الأصل في الذال اي يتعظ { إلا أولو الألباب } أصحاب العقول ويقولون أيضا إذا رأوا من يتبعه :


ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (Cool


8 - { ربنا لا تزغ قلوبنا } تملها عن الحق بابتغاء تأويله الذي لا يليق بنا كما أزغت قلوب أولئك { بعد إذ هديتنا } أرشدتنا إليه { وهب لنا من لدنك } من عندك { رحمة } تثبيتا { إنك أنت الوهاب }


ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد (9)


9 - يا { ربنا إنك جامع الناس } تجمعهم { ليوم } اي في يوم { لا ريب } لا شك { فيه } هو يوم القيامة فتجازيهم بأعمالهم كما وعدت بذلك { إن الله لا يخلف الميعاد } موعده بالبعث فيه التفات عن الخطاب ويحتمل أن يكون من كلامه تعالى والغرض من الدعاء بذلك بيان أن همهم أمر الآخرة ولذلك سألوا الثبات على الهداية لينالوا ثوابها روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات } إلى آخرها وقال : [ فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ] وروى الطبراني في الكبير عن أبي موسى الاشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ ما أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال وذكر منها أن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله وليس يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ] الحديث


إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار (10)


10 - { إن الذين كفروا لن تغني } تدفع { عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله } اي عذابه { شيئا وأولئك هم وقود النار } بفتح الواو ما توقد به


كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب (11)


11 - دأبهم { كدأب } كعادة { آل فرعون والذين من قبلهم } من الأمم كعاد وثمود { كذبوا بآياتنا فأخذهم الله } أهلكهم { بذنوبهم } والجملة مفسرة لما قبلها { والله شديد العقاب } ونزل لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم اليهود بالإسلام بعد مرجعه من بدر فقالوا لا يغرنك أن قتلت نفرا من قريش أغمارا لا يعرفون القتال :


قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد (12)


12 - { قل } يا محمد { للذين كفروا } من اليهود { ستغلبون } بالتاء والياء في الدنيا بالقتل والأسر وضرب الجزية وقد وقع ذلك { وتحشرون } بالوجهين في الآخرة { إلى جهنم } فتدخلونها { وبئس المهاد } الفراش هي


قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار (13)


13 - { قد كان لكم آية } عبرة وذكر الفعل للفصل { في فئتين } فرقتين { التقتا } يوم بدر للقتال { فئة تقاتل في سبيل الله } اي طاعته وهم النبي وأصحابه وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معهم فرسان وست أدرع وثمانية سيوف وأكثرهم رجالة { وأخرى كافرة يرونهم } اي الكفار { مثليهم } اي المسلمين اي اكثر منهم وكانوا نحوألف { رأي العين } اي رؤية ظاهرة معاينة وقد نصرهم الله مع قلتهم { والله يؤيد } يقوي { بنصره من يشاء إن في ذلك } المذكور { لعبرة لأولي الأبصار } لذوي البصائر أفلا تعتبرون بذلك فتؤمنون


زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب (14)


14 - { زين للناس حب الشهوات } ما تشتهيه النفس وتدعو إليه زينها الله إبلاء أو الشيطان { من النساء والبنين والقناطير } الأموال الكثيرة { المقنطرة } المجمعة { من الذهب والفضة والخيل المسومة } الحسان { والأنعام } اي الإبل والبقر والغنم { والحرث } الزرع { ذلك } المذكور { متاع الحياة الدنيا } يتمتع به فيها ثم يفنى { والله عنده حسن المآب } المرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره


قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد (15)


15 - { قل } يا محمد لقومك { أؤنبئكم } أخبركم { بخير من ذلكم } المذكور من الشهوات استفهام تقرير { للذين اتقوا } الشرك { عند ربهم } خبر مبتدؤه { جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين } اي مقدرين الخلود { فيها } إذا دخلوها { وأزواج مطهرة } من الحيض وغيره مما يستقذر { ورضوان } بكسر أوله وضمه لغتان اي رضا كثير { من الله والله بصير } عالم { بالعباد } فيجازي كلا منهم بعمله


الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار (16)


16 - { الذين } نعت أو بدل من الذين قبله { يقولون } يا { ربنا إننا آمنا } صدقنا بك وبرسولك { فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار }


الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار (17)


17 - { الصابرين } على الطاعة وعن المعصية نعت { والصادقين } في الإيمان { والقانتين } المطيعين لله { والمنفقين } المتصدقين { والمستغفرين } الله بأن يقولوا اللهم اغفر لنا { بالأسحار } أواخر الليل خصت بالذكر لأنها وقت الغفلة ولذة النوم


شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم (18)


18 - { شهد الله } بين لخلقه بالدلائل والآيات { أنه لا إله } اي لا معبود في الوجود بحق { إلا هو و } شهد بذلك { الملائكة } بالإقرار { وأولو العلم } من الأنبياء والمؤمنين بالاعتقاد واللفظ { قائما } بتدبير مصنوعاته ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الجملة اي تفرد { بالقسط } بالعدل { لا إله إلا هو } كرره تأكيدا { العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه


إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب (19)


19 - { إن الدين } المرضي { عند الله } هو { الإسلام } اي الشرع المبعوث به الرسل المبني على التوحيد وفي قراءة بفتح أن بدل من أنه الخ بدل اشتمال { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب } اليهود والنصارى في الدين بأن وحد بعض وكفر بعض { إلا من بعد ما جاءهم العلم } بالتوحيد { بغيا } من الكافرين { بينهم ومن يكفر بآيات الله } { فإن الله سريع الحساب } اي المجازاة له


فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد (20)


20 - { فإن حاجوك } خاصمك الكفار يا محمد في الدين { فقل } لهم { أسلمت وجهي لله } إنقدت له أنا { ومن اتبعن } وخص الوجه بالذكر لشرفه فغيره أولى { وقل للذين أوتوا الكتاب } اليهود والنصارى { والأميين } مشركي العرب { أأسلمتم } اي أسلموا { فإن أسلموا فقد اهتدوا } من الضلال { وإن تولوا } عن الإسلام { فإنما عليك البلاغ } اي التبليغ للرسالة { والله بصير بالعباد } فيجازيهم بأعمالهم وهذا قبل الأمر بالقتال


إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم (21)


21 - { إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون } وفي قراءة يقاتلون { النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط } بالعدل { من الناس } وهم اليهود روي أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبيا فنهاهم مائة وسبعون من عبادهم فقتلوهم من يومهم { فبشرهم } أعلمهم { بعذاب أليم } مؤلم وذكر البشارة تهكم بهم ودخلت الفاء في خبرإن لشبه اسمها الموصول بالشرط


أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين (22)


22 - { أولئك الذين حبطت } بطلت { أعمالهم } ما عملوا من خير كصدقة وصلة رحم { في الدنيا والآخرة } فلا اعتداد بها لعدم شرطها { وما لهم من ناصرين } مانعين من العذاب


ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون (23)


23 - { ألم تر } تنظر { إلى الذين أوتوا نصيبا } حظا { من الكتاب } التوراة { يدعون } حال { إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون } عن قبول حكمه نزل في اليهود زنى منهم اثنان فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحكم عليهما بالرجم فأبوا فجيء بالتوراة فوجد فيها فرجما فغضبوا


ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون (24)


24 - { ذلك } التولي والأعراض { بأنهم قالوا } اي بسبب قولهم { لن تمسنا النار إلا أياما معدودات } أربعين يوما مدة عبادة آبائهم العجل ثم تزول عنهم { وغرهم في دينهم } متعلق بقوله { ما كانوا يفترون } من قولهم ذلك


فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (25)


25 - { فكيف } حالهم { إذا جمعناهم ليوم } اي في يوم { لا ريب } لا شك { فيه } هو يوم القيامة { ووفيت كل نفس } من أهل الكتاب وغيرهم جزاء { ما كسبت } عملت من خير وشر { وهم } اي الناس { لا يظلمون } بنقص حسنة أو زيادة سيئة


قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير (26)


26 - ونزلت لما وعد صلى الله عليه وسلم أمته ملك فارس والروم فقال المنافقون هيهات : { قل اللهم } يا الله { مالك الملك تؤتي } تعطي { الملك من تشاء } من خلقك { وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء } بإيتائه { وتذل من تشاء } بنزعه منه { بيدك } بقدرتك { الخير } اي والشر { إنك على كل شيء قدير }


تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب (27)


27 - { تولج } تدخل { الليل في النهار وتولج النهار } تدخله { في الليل } فيزيد كل منهم بما نقص من الآخر { وتخرج الحي من الميت } كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة { وتخرج الميت } كالنطفة والبيضة { من الحي وترزق من تشاء بغير حساب } اي رزقا واسعا


لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير (28)


28 - { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء } يوالونهم { من دون } اي غير { المؤمنين ومن يفعل ذلك } اي يواليهم { فليس من } دين { الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة } مصدر تقيته اي تخافوا مخافة فلكم موالاتهم باللسان دون القلب وهذا قبل عزة الإسلام ويجري فيمن هو في بلد ليس قويا فيها { ويحذركم } يخوفكم { الله نفسه } أن يغضب عليكم إن واليتموهم { وإلى الله المصير } المرجع فيجازيكم


قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير (29)


29 - { قل } لهم { إن تخفوا ما في صدوركم } قلوبكم من موالاتهم { أو تبدوه } تظهروه { يعلمه الله و } هو { يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير } ومنه تعذيب من والاهم


يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد (30)


30 - اذكر { يوم تجد كل نفس ما عملت } ه { من خير محضرا وما عملت } ه { من سوء } مبتدأ خبره { تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا } غاية في نهاية البعد فلا يصل إليها { ويحذركم الله نفسه } كرر للتأكيد { والله رؤوف بالعباد }


قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (31)


31 - ونزل لما قالوا ما نعبد الأصنام إلا حبا لله ليقربونا إليه { قل } لهم يا محمد { إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } بمعنى يثيبكم { ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور } لمن اتبعني ما سلف منه قبل ذلك { رحيم } به


قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين (32)


32 - { قل } لهم { أطيعوا الله والرسول } فيما يأمركم به من التوحيد { فإن تولوا } أعرضوا عن الطاعة { فإن الله لا يحب الكافرين } فيه إقامة الظاهر مقام المضمر اي لا يحبهم بمعنى أنه يعاقبهم


إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (33)


33 - { إن الله اصطفى } اختار { آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران } بمعنى أنفسهما { على العالمين } يجعل الأنبياء من نسلهم


ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (34)


34 - { ذرية بعضها من } ولد { بعض } منهم { والله سميع عليم }


إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم (35)


35 - اذكر { إذ قالت امرأة عمران } حنة لما أسنت واشتاقت للولد فدعت الله وأحست بالحمل يا { رب إني نذرت } أن اجعل { لك ما في بطني محررا } عتيقا خالصا من شواغل الدنيا لخدمة بيتك المقدس { فتقبل مني إنك أنت السميع } للدعاء { العليم } بالنيات وهلك عمران وهي حامل


فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (36)


36 - { فلما وضعتها } ولدتها جارية وكانت ترجو أن يكون غلاما إذ لم يكن يحرر إلا الغلمان { قالت } معتذرة يا { رب إني وضعتها أنثى والله أعلم } اي عالم { بما وضعت } جملة اعتراض من كلامه تعالى وفي قراءة بضم التاء { وليس الذكر } الذي طلبت { كالأنثى } التي وهبت لأنه يقصد للخدمة وهي لا تصلح لضعفها وعورتها وما يعتريها من الحيض ونحوه { وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها } أولادها { من الشيطان الرجيم } المطرود في الحديث [ ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا إلا مريم وابنها ] رواه الشيخان


فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (37)


37 - { فتقبلها ربها } اي قبل مريم من أمها { بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا } أنشأها بخلق حسن فكانت تنبت في اليوم كما ينبت المولود في العام وأتت بها أمها الأحبار سدنة بيت المقدس فقالت : دونكم هذه النذيرة فتنافسوا فيها لأنها بنت إمامهم فقال زكريا أنا أحق بها لأن خالتها عندي فقالوا لا حتى نقترع فانطلقوا وهم تسعة وعشرون إلى نهر الأردن وألقوا أقلامهم على أن من ثبت قلمه في الماء وصعد أولى بها فثبت قلم زكريا فأخذها وبنى لها غرفة في المسجد بسلم لا يصعد إليها غيره وكان يأتيها بأكلها وشربها ودهنها فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف كما قال تعالى { وكفلها زكريا } ضمها إليه وفي قراءة بالتشديد ونصب زكريا ممدودا ومقصورا والفاعل الله { كلما دخل عليها زكريا المحراب } الغرفة وهي أشرف المجالس { وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى } من أين { لك هذا قالت } وهي صغيرة { هو من عند الله } يأتيني به من الجنة { إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } رزقا واسعا بلا تبعة


هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء (38)


38 - { هنالك } اي لما رأى زكريا ذلك وعلم أن القادر على الإتيان بالشيء في غير حينه قادرعلى الإتيان بالولد على الكبر وكان أهل بيته انقرضوا { دعا زكريا ربه } لما دخل المحراب للصلاة جوف الليل { قال رب هب لي من لدنك } من عندك { ذرية طيبة } ولدا صالحا { إنك سميع } مجيب { الدعاء }


فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين (39)


39 - { فنادته الملائكة } اي جبريل { وهو قائم يصلي في المحراب } اي المسجد { أن } اي بأن وفي قراءة بالكسر بتقدير القول { الله يبشرك } مثقلا ومخففا { بيحيى مصدقا بكلمة } كائنة { من الله } اي بعيسى أنه روح الله وسمي كلمة لأنه خلق بكلمة كن { وسيدا } متبوعا { وحصورا } ممنوعا من النساء { ونبيا من الصالحين } روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها


قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء (40)


40 - { قال رب أنى } كيف { يكون لي غلام } ولد { وقد بلغني الكبر } اي بلغت نهاية السن مائة وعشرين سنة { وامرأتي عاقر } بلغت ثمانية وتسعين سنة { قال } الأمر { كذلك } من خلق الله غلاما منكما { الله يفعل ما يشاء } لا يعجزه عنه شيء ولإظهار هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشر به


قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار (41)


41 - { قال رب اجعل لي آية } اي علامة على حمل امرأتي { قال آيتك } عليه { أ } ن { لا تكلم الناس } اي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله تعالى { ثلاثة أيام } اي بلياليها { إلا رمزا } إشارة { واذكر ربك كثيرا وسبح } صل { بالعشي والإبكار } أواخر النهار وأوائله


وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (42)


42 - { و } اذكر { إذ قالت الملائكة } اي جبريل { يا مريم إن الله اصطفاك } اختارك { وطهرك } من مسيس الرجال { واصطفاك على نساء العالمين } اي أهل زمانك


يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين (43)


43 - { يا مريم اقنتي لربك } أطيعيه { واسجدي واركعي مع الراكعين } اي صلي مع المصلين


ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون (44)


44 - { ذلك } المذكور من أمر زكريا ومريم { من أنباء الغيب } أخبار ما غاب عنك { نوحيه إليك } يا محمد { وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم } في الماء يقترعون ليظهر لهم { أيهم يكفل } يربي { مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } في كفالتها فتعرف ذلك فتخبر به وإنما عرفته من جهة الوحي


إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين (45)


45 - اذكر { إذ قالت الملائكة } اي جبريل { يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه } اي ولد { اسمه المسيح عيسى ابن مريم } خاطبها بنسبته إليها تنبيها على أنها تلده بلا أب إذ عادة الرجال نسبتهم إلى آبائهم { وجيها } ذا جاه { في الدنيا } بالنبوة { والآخرة } بالشفاعة والدرجات العلا { ومن المقربين } عند الله


ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين (46)


46 - { ويكلم الناس في المهد } اي طفلا قبل وقت الكلام { وكهلا ومن الصالحين }


قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (47)


47 - { قالت رب أنى } كيف { يكون لي ولد ولم يمسسني بشر } بتزوج ولا غيره { قال } الأمر { كذلك } من خلق ولد منك بلا أب { الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا } أراد خلقه { فإنما يقول له كن فيكون } اي فهو يكون


ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (48)


48 - { ولنعلمه } بالنون والياء { الكتاب } الخط { والحكمة والتوراة والإنجيل }


ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49)


49 - { و } يجعله { رسولا إلى بني إسرائيل } في الصبا أو بعد البلوغ فنفخ جبريل في جيب درعها فحملت وكان من أمرها ما ذكر في سورة مريم فلما بعثه الله إلى بني إسرائيل قال لهم : إني رسول الله إليكم { أني } اي بأني { قد جئتكم بآية } علامة على صدقي { من ربكم } هي { أني } وفي قراءة بالكسر استئنافا { أخلق } أصور { لكم من الطين كهيئة الطير } مثل صورته فالكاف اسم مفعول { فأنفخ فيه } الضمير للكاف { فيكون طيرا } وفي قراءة طائرا { بإذن الله } بإرادته فخلق لهم الخفاش لأنه أكمل الطير خلفا فكان يطير وهم ينظرونه فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتا { وأبرئ } اشفي { الأكمه } الذي ولد أعمى { والأبرص } وخصا بالذكر لانهما داءا إعياء وكان بعثه في زمن الطب فأبرأ في يوم خمسين ألفا بالدعاء بشرط الإيمان { وأحيي الموتى بإذن الله } كرره لنفي توهم الألوهية فيه فأحيا عازر صديقا له وابن العجوز وابنة العاشر فعاشوا وولد لهم وسام بن نوح ومات في الحال { وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون } تخبئون { في بيوتكم } مما لم أعاينه فكان يخبر الشخص بما أكل وبما يأكل بعد { إن في ذلك } المذكور { لآية لكم إن كنتم مؤمنين }


ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون (50)


50 - { و } جئتكم { مصدقا لما بين يدي } قبلي { من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم } فيها فأحل لهم من السمك والطير ما لا صيصة له وقيل أحل الجميع فبعض بمعنى كل { وجئتكم بآية من ربكم } كرره تأكيدا وليبني عليه { فاتقوا الله وأطيعون } فيما آمركم به من توحيد الله وطاعته


إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم (51)


51 - { إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا } الذي آمركم به { صراط } طريق { مستقيم } فكذبوه ولم يؤمنوا به


فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون (52)


52 - { فلما أحس } علم { عيسى منهم الكفر } وأرادوا قتله { قال من أنصاري } أعواني ذاهبا { إلى الله } لأنصر دينه { قال الحواريون نحن أنصار الله } أعوان دينه وهم أصفياء عيسى أول من آمن به وكانوا اثني عشر رجلا من الحور وهو البياض والخالص وقيل كانوا قصارين يحورون الثياب اي يبيضونها { آمنا } صدقنا { بالله واشهد } يا عيسى { بأنا مسلمون }


ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين (53)


53 - { ربنا آمنا بما أنزلت } من الإنجيل { واتبعنا الرسول } عيسى { فاكتبنا مع الشاهدين } لك بالوحدانية ولرسولك بالصدق


ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين (54)


54 - قال تعالى : { ومكروا } اي كفار بني إسرائيل بعيسى إذ وكلوا به من يقتله غيلة { ومكر الله } بهم بأن ألقى شبه عيسى على من قصد قتله فقتلوه ورفع عيسى إلى السماء { والله خير الماكرين } أعلمهم به


إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون (55)


55 - اذكر { إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك } قابضك { ورافعك إلي } من الدنيا من غير موت { ومطهرك } مبعدك { من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك } صدقوا بنبوتك من المسلمين والنصارى { فوق الذين كفروا } بك وهم اليهود يعلونهم بالحجة والسيف { إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون } من أمر الدين


فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين (56)


56 - { فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا } بالقتل والسبي والجزية { والآخرة } بالنار { وما لهم من ناصرين } مانعين منه


وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين (57)


57 - { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم } بالياء والنون { أجورهم والله لا يحب الظالمين } اي يعاقبهم روي أن الله تعالى أرسل إليه سحابة فرفعته فتعلقت به أمه وبكت فقال لها إن القيامة تجمعنا وكان ذلك ليلة القدر ببيت المقدس وله ثلاث وثلاثون سنة وعاشت أمه بعده ست سنين وروى الشيخان حديث [ أنه ينزل قرب الساعة ويحكم بشريعة نبينا ويقتل الدجال والخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ] وفي حديث مسلم أنه يمكث سبع سنين وفي حديث عن أبى داود الطيالسي أربعين سنة ويتوفى ويصلي عليه فيحتمل أن المراد مجموع لبثه في الأرض قبل الرفع وبعده


ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم (58)


58 - { ذلك } المذكور من أمرعيسى { نتلوه } نقصه { عليك } يا محمد { من الآيات } حال من الهاء في نتلوه وعامله ما في ذلك من معنى الإشارة { والذكر الحكيم } المحكم اي القرآن


إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون (59)


59 - { إن مثل عيسى } شانه الغريب { عند الله كمثل آدم } كشأنه في خلقه من غير أب وهو من تشبيه الغريب بالأغرب ليكون اقطع للخصم واوقع في النفس { خلقه } اي آدم اي قالبه { من تراب ثم قال له كن } بشرا { فيكون } اي فكان وكذلك عيسى قال له كن من غير أب فكان


الحق من ربك فلا تكن من الممترين (60)


60 - { الحق من ربك } خبر مبتدأ محذوف اي أمر عيسى { فلا تكن من الممترين } الشاكين فيه


فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (61)


61 - { فمن حاجك } جادلك من النصارى { فيه من بعد ما جاءك من العلم } بأمره { فقل } لهم { تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم } فنجمعهم { ثم نبتهل } نتضرع في الدعاء { فنجعل لعنة الله على الكاذبين } بان نقول : اللهم العن الكاذب في شأن عيسى وقد دعا صلى الله عليه وسلم وفد نجران لذلك لما حاجوه فيه فقالوا : حتى ننظر في امرنا ثم نأتيك فقال ذوو رأيهم : لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا فأتوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال لهم : [ إذا دعوت فأمنوا ] فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية رواه أبو نعيم وعن ابن عباس قال : [ لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا ] وروي : [ لو خرجوا لاحترقوا ]


إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم (62)


62 - { إن هذا } المذكور { لهو القصص } الخبر { الحق } الذي لا شك فيه { وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز } في ملكه { الحكيم } في صنعه


فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين (63)


63 - { فإن تولوا } أعرضوا عن الإيمان { فإن الله عليم بالمفسدين } فيجازيهم وفيه وضع الظاهر موضع المضمر


قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون (64)


64 - { قل يا أهل الكتاب } اليهود والنصارى { تعالوا إلى كلمة سواء } مصدر بمعنى مستو أمرها { بيننا وبينكم } هي { أ } ن { لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله } كما أتخذتم الأحبار والرهبان { فإن تولوا } أعرضوا عن التوحيد { فقولوا } انتم لهم { اشهدوا بأنا مسلمون } موحدون


يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون (65)


65 - ونزل لما قال اليهود : إبراهيم يهودي ونحن على دينه وقالت النصارى كذلك : { يا أهل الكتاب لم تحاجون } تخاصمون { في إبراهيم } بزعمكم أنه على دينكم { وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده } بزمن طويل وبعد نزولها حدثت اليهودية والنصرانية { أفلا تعقلون } بطلان قولكم


ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون (66)


66 - { ها } للتنبيه { أنتم } مبتدأ يا { هؤلاء } والخبر { حاججتم فيما لكم به علم } من أمر موسى وعيسى وزعمكم أنكم على دينهما { فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم } من شأن إبراهيم { والله يعلم } شأنه { وأنتم لا تعلمون } قال تعالى تبرئة لإبراهيم :


ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين (67)


67 - { ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا } مائلا عن الأديان كلها إلى الدين القيم { مسلما } موحدا { وما كان من المشركين }


إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (68)


68 - { إن أولى الناس } أحقهم { بإبراهيم للذين اتبعوه } في زمانه { وهذا النبي } محمد لموافقته له في اكثر شرعه { والذين آمنوا } من أمته فهم الذين ينبغي أن يقولوا نحن على دينه لا أنتم { والله ولي المؤمنين } ناصرهم وحافظهم


ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون (69)


69 - ونزل لما دعا اليهود معاذا وحذيفة وعمارا إلى دينهم : { ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم } لأن إثم إضلالهم عليهم والمؤمنون لا يطيعونهم فيه { وما يشعرون } بذلك


يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون (70)


70 - { يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله } القرأن المشتمل على نعت محمد صلى الله عليه وسلم { وأنتم تشهدون } تعلمون أنه الحق


يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون (71)


71 - { يا أهل الكتاب لم تلبسون } تخلطون { الحق بالباطل } بالتحريف والتزوير { وتكتمون الحق } اي نعت النبي { وأنتم تعلمون } أنه حق


وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون (72)


72 - { وقالت طائفة من أهل الكتاب } اليهود لبعضهم { آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا } اي القران { وجه النهار } أوله { واكفروا } دينهم إذ يقولون ما رجع هؤلاء عنه بعد دخولهم فيه وهم أولوا علم إلا لعلمهم بطلانه


ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم (73)


73 - وقالوا أيضا { ولا تؤمنوا } تصدقوا { إلا لمن } اللام زائدة { تبع } وافق { دينكم } قال تعالى : { قل } لهم يا محمد { إن الهدى هدى الله } الذي هو الإسلام وما عداه ضلال والجملة اعتراض { أن } اي بأن { يؤتى أحد مثل ما أوتيتم } من الكتاب والحكمة والفضائل وأن مفعول تؤمنوا والمستثنى منه أحد قدم عليه المستثنى المعنى : لا تقروا بأن أحدا يؤتى ذلك إلا لمن اتبع دينكم { أو } بأن { يحاجوكم } اي المؤمنون يغلبوكم { عند ربكم } يوم القيامة لأنكم أصح دينا وفي قراءة : أأن بهمزة التوبيخ اي أو إيتاء أحد مثله تقرون به قال تعالى { قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء } فمن أين لكم أنه لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم { والله واسع } كثير الفضل { عليم } بمن هو أهله


يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (74)


74 - { يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم }


ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (75)


75 - { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار } اي بمال كثير { يؤده إليك } لأمانته كعبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومائتي أوقية ذهبا فأداها إليه { ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك } لخيانته { إلا ما دمت عليه قائما } لا تفارقه فمتى فارقته أنكره ككعب بن الأشرف استودعه قرشي دينارا فجحده { ذلك } اي ترك الأداء { بأنهم قالوا } بسبب قولهم { ليس علينا في الأميين } اي العرب { سبيل } اي إثم لاستحلالهم ظلم من خالف دينهم ونسبوه إليه تعالى قال تعالى { ويقولون على الله الكذب } في نسبة ذلك إليه { وهم يعلمون } أنهم كاذبون


بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين (76)


76 - { بلى } عليهم فيهم سبيل { من أوفى بعهده } الذي عاهد عليه أو بعهد الله إليه من أداء الأمانة وغيره { واتقى } الله بترك المعاصي وعمل الطاعات { فإن الله يحب المتقين } فيه وضع الظاهر موضع المضمر اي يحبهم بمعنى يثيبهم


إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم (77)


77 - ونزل في اليهود لما بدلوا نعت النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الله إليهم في التوراة وفيمن حلف كاذبا في دعوى أو في بيع سلعة : { إن الذين يشترون } يستبدلون { بعهد الله } إليهم في الإيمان بالنبي وأداء الأمانة { وأيمانهم } حلفهم به تعالى كاذبين { ثمنا قليلا } من الدنيا { أولئك لا خلاق } نصيب { لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله } غضبا عليهم { ولا ينظر إليهم } يرحمهم { يوم القيامة ولا يزكيهم } يطهرهم { ولهم عذاب أليم } مؤلم


وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (78)


78 - { وإن منهم } اي أهل الكتاب { لفريقا } طائفة ككعب بن الاشرف { يلوون ألسنتهم بالكتاب } اي يعطفونها بقراءته عن المنزل إلى ما حرفوه من نعت النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه { لتحسبوه } اي المحرف { من الكتاب } الذي أنزله الله { وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون } أنهم كاذبون


ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون (79)


79 - ونزل لما قال نصارى نجران إن عيسى أمرهم أن يتخذوه ربا ولما طلب بعض المسلمين السجود له النبي صلى الله عليه وسلم { ما كان } ينبغي { لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم } اي الفهم للشريعة { والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن } يقول { كونوا ربانيين } علماء عاملين منسوبين إلى الرب بزيادة ألف ونون تفخيما { بما كنتم تعلمون } بالتخفيف والتشديد { الكتاب وبما كنتم تدرسون } اي بسبب ذلك فإن فائدته أن تعملوا


ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون (80)


80 - { ولا يأمركم } بالرفع استئنافا اي الله والنصب عطفا على يقول اي البشر { أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا } كما اتخذت الصابئة الملائكة واليهود عزيرا والنصارى عيسى { أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون } لا ينبغي له هذا


وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين (81)


81 - { و } اذكر { إذ } حين { أخذ الله ميثاق النبيين } عهدهم { لما } بفتح اللام للابتداء وتوكيد معنى القسم الذي في اخذ الميثاق وكسرها متعلقة بأخذ وما موصولة على الوجهين اي للذي { آتيتكم } إياه وفي قراءة آتيناكم { من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم } من الكتاب والحكمة وهو محمد صلى الله عليه وسلم { لتؤمنن به ولتنصرنه } جواب القسم إن أدركتموه وأممهم تبع لهم في ذل { قال } تعالى لهم { أأقررتم } بذلك { وأخذتم } قبلتم { على ذلكم إصري } عهدي { قالوا أقررنا قال فاشهدوا } على أنفسكم وأتباعكم بذلك { وأنا معكم من الشاهدين } عليكم وعليهم


فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون (82)


82 - { فمن تولى } أعرض { بعد ذلك } الميثاق { فأولئك هم الفاسقون }


أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون (83)


83 - { أفغير دين الله يبغون } بالياء والتاء اي المتولون { وله أسلم } انقاد { من في السماوات والأرض طوعا } بلا إباء { وكرها } بالسيف ومعاينة ما يلجئ إليه { وإليه ترجعون } بالتاء والياء والهمزة في أول الآية للإنكار


قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (84)


84 - { قل } لهم يا محمد { آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط } أولاده { وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم } بالتصديق والتكذيب { ونحن له مسلمون } مخلصون في العبادة ونزل فيمن ارتد ولحق بالكفار :


ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (85)


85 - { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } لمصيره إلى النار المؤبدة عليه


كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين (86)


86 - { كيف } اي لا { يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا } اي وشهادتهم { أن الرسول حق و } قد { جاءهم البينات } الحجج الظاهرات على صدق النبي { والله لا يهدي القوم الظالمين } اي الكافرين


أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (87)


87 - { أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين }


خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون (88)


88 - { خالدين فيها } اي اللعنة أو النار المدلول بها عليها { لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون } يمهلون


إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم (89)


89 - { إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا } عملهم { فإن الله غفور } لهم { رحيم } بهم


إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون (90)


90 - ونزل في اليهود { إن الذين كفروا } بعيسى { بعد إيمانهم } بموسى { ثم ازدادوا كفرا } بمحمد { لن تقبل توبتهم } إذا غرغروا أو ماتوا كفارا { وأولئك هم الضالون }


إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين (91)


91 - { إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض } مقدار ما يملؤها { ذهبا ولو افتدى به } ادخل الفاء في خبر إن لشبه الذين بالشرط وإيذانا بتسبب عدم القبول عن الموت على الكفر { أولئك لهم عذاب أليم } مؤلم { وما لهم من ناصرين } مانعين منه


لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم (92)


92 - { لن تنالوا البر } اي ثوابه وهو الجنة { حتى تنفقوا } تصدقوا { مما تحبون } من أموالكم { وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم } فيجازي عليه


كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين (93)


93 - ونزل لما قال اليهود إنك تزعم أنك على ملة إبراهيم وكان لا يأكل لحوم الإبل وألبانها : { كل الطعام كان حلا } حلالا { لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل } يعقوب { على نفسه } وهو الإبل لما حصل له عرق النسا بالفتح والقصر فنذر إن شفي لا يأكلها فحرم عليه { من قبل أن تنزل التوراة } وذلك بعد إبراهيم ولم تكن على عهده حراما كما زعموا { قل } لهم { فاتوا بالتوراة فاتلوها } ليتبين صدق قولكم { إن كنتم صادقين } فيه فبهتوا ولم يأتوا بها قال تعالى :


فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون (94)


94 - { فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك } اي ظهور الحجة بأن التحريم إنما كان من جهة يعقوب لا على عهد إبراهيم { فأولئك هم الظالمون } المتجاوزون الحق إلى الباطل


قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (95)


95 - { قل صدق الله } في هذا كجميع ما اخبر به { فاتبعوا ملة إبراهيم } التي أنا عليها { حنيفا } مائلا عن كل دين إلى الإسلام { وما كان من المشركين }


إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96)


96 - ونزل لما قالوا قبلتنا قبل قبلتكم { إن أول بيت وضع } متعبدا { للناس } في الأرض { للذي ببكة } بالباء لغة في مكة سميت بذلك لأنها تبك أعناق الجبابرة اي تدقها بناه الملائكة قبل خلق آدم ووضع بعده الأقصى وبينهما أربعون سنة كما في حديث الصحيحين وفي حديث [ أنه أول ما ظهر على وجه الماء عند خلق السماوات والأرض زبدة بيضاء فدحيت الأرض من تحته ] { مباركا } حال من الذي اي ذا بركة { وهدى للعالمين } لأنه قبلتهم


فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (97)


97 - { فيه آيات بينات } منها { مقام إبراهيم } اي الحجر الذي قام عليه عند بناء البيت فأثر قدماء فيه وبقى إلى الآن مع تطاول الزمان وتداول الأيدي عليه ومنها تضعيف الحسنات فيه وأن الطير لا يعلوه { ومن دخله كان آمنا } لا يتعرض إليه بقتل أو ظلم أو غير ذلك { ولله على الناس حج البيت } واجب بكسر الحاء وفتحها لغتان في مصدر حج بمعنى قصد ويبدل من الناس { من استطاع إليه سبيلا } طريقا فسره صلى الله عليه وسلم بالزاد والراحلة رواه الحاكم وغيره { ومن كفر } بالله أو بما فرضه من الحج { فإن الله غني عن العالمين } الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم


قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون (98)


98 - { قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله } القرآن { والله شهيد على ما تعملون } فيجازيكم عليه


قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون (99)


99 - { قل يا أهل الكتاب لم تصدون } تصرفون { عن سبيل الله } اي دينه { من آمن } بتكذيبكم النبي وكتم نعمته { تبغونها } اي تطلبون السبيل { عوجا } مصدر بمعنى معوجة اي مائلة عن الحق { وأنتم شهداء } عالمون بأن الدين المرضي القيم هو دين الإسلام كما في كتابكم { وما الله بغافل عما تعملون } من الكفر والتكذيب وإنما يؤخركم إلى وقتكم ليجازيكم


يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين (100)


100 - ونزل لما مر اليهود على الأوس والخزرج وغاظهم تألفهم فذكروهم بما كان بينهم في الجاهلية من الفتن فتشاجروا وكادوا يقتتلون : { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abeer2002.yoo7.com
 
تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200)
» تابع تفسير سورة البقره من الايه (100)حتى الايه(185)
» تابع تفسير سورة النساء من الايه (77) للايه (110)
» تفسير سورة الفاتحه
» تابع تفسير سوره البقره من الايه 186حتى الايه250

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبير الإسلام :: الـــقـــرءان الـــــكـــــريــــــــم :: تـــفـــســـيــر الــــقــرءان-
انتقل الى: