عبير الإسلام
اهلا بكم اعزائى الكرام
عبير الإسلام
اهلا بكم اعزائى الكرام
عبير الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نشر ريحان الاسلام وعبيره العطر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» رسالة الى اختى المعلمة
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالأحد سبتمبر 25, 2011 2:51 pm من طرف امه الله

» اسباب تأخر سن الزواج
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالأحد سبتمبر 25, 2011 2:49 pm من طرف امه الله

» كام نكته يارب تعجبكوا
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 4:10 pm من طرف samir ahmed

» اغبى زوجين بالعالم
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 4:04 pm من طرف samir ahmed

» موسوعة لأغرب المعلومات وأطرفها
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 4:02 pm من طرف samir ahmed

» فضل لا إله إلا الله
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 3:46 pm من طرف samir ahmed

» مخلوقات الله تعالى، وتواصلها الرائع.. لغات بلا كلمات
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 3:42 pm من طرف samir ahmed

» الي من غرته الدنيا وزينتها
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالجمعة يناير 14, 2011 10:11 am من طرف مسلم

» ابع تفسي سوره النساء من الايه (111) حتى الايه(176)
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالجمعة يناير 14, 2011 9:54 am من طرف مسلم

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني

 

 تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
امه الله
رئيس المنتدى
امه الله


عدد المساهمات : 392
تاريخ التسجيل : 06/10/2010

تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Empty
مُساهمةموضوع: تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200)   تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالجمعة نوفمبر 19, 2010 4:36 am

وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم (101)


101 - { وكيف تكفرون } استفهام تعجيب وتوبيخ { وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم } يتمسك { بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم }


يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (102)


102 - { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته } بأن يطاع فلا يعصى ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسى فقالوا يا رسول الله ومن يقوى على هذا فنسخ بقوله تعالى { فاتقوا الله ما استطعتم } { ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } موحدون


واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103)


103 - { واعتصموا } تمسكوا { بحبل الله } اي دينه { جميعا ولا تفرقوا } بعد الإسلام { واذكروا نعمة الله } إنعامه { عليكم } يا معشر الأوس والخزرج { إذ كنتم } قبل الإسلام { أعداء فألف } جمع { بين قلوبكم } بالإسلام { فأصبحتم } فصرتم { بنعمته إخوانا } في الدين والولاية { وكنتم على شفا } طرف { حفرة من النار } ليس بينكم وبين الوقوع فيها إلا أن تمتوا كفارا { فأنقذكم منها } بالأيمان { كذلك } كما بين لكم ما ذكر { يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون }


ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104)


104 - { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير } الإسلام { ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك } الداعون الآمرون الناهون { هم المفلحون } الفائزون ومن للتبعيض لأن ما ذكر فرض كفاية لا يلزم كل الأمة ولا يليق بكل أحد كالجاهل وقيل زائدة اي لتكونوا أمة


ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم (105)


105 - { ولا تكونوا كالذين تفرقوا } عن دينهم { واختلفوا } فيه { من بعد ما جاءهم البينات } وهم اليهود والنصارى { وأولئك لهم عذاب عظيم }


يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (106)


106 - { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } اي يوم القيامة { فأما الذين اسودت وجوههم } وهم الكافرون فيلقون في النار ويقال لهم توبيخا { أكفرتم بعد إيمانكم } يوم اخذ الميثاق { فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون }


وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون (107)


107 - { وأما الذين ابيضت وجوههم } وهم المؤمنون { ففي رحمة الله } اي جنته { هم فيها خالدون }


تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين (108)


108 - { تلك } اي هذه الآيات { آيات الله نتلوها عليك } يا محمد { بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين } بأن يأخذهم بغير جرم


ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور (109)


109 - { ولله ما في السماوات وما في الأرض } ملكا وخلقا وعبيدا { وإلى الله ترجع } تصير { الأمور }


كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون (110)


110 - { كنتم } يا أمة محمد في علم الله تعالى { خير أمة أخرجت } أظهرت { للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان } الإيمان { خيرا لهم منهم المؤمنون } كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وأصحابه { وأكثرهم الفاسقون } الكافرون


لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون (111)


111 - { لن يضروكم } اي اليهود يا معشر المسلمين بشيء { إلا أذى } باللسان من سب ووعيد { وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار } منهزمين { ثم لا ينصرون } عليكم بل لكم النصر عليهم


ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (112)


112 - { ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا } حيثما وجدوا فلا عز لهم ولا اعتصام { إلا } كائنين { بحبل من الله وحبل من الناس } المؤمنين وهو عهدهم إليهم بالأمان على أداء الجزية اي لا عصمة لهم غير ذلك { وباءوا } رجعوا { بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم } اي بسبب انهم { كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك } تأكيد { بما عصوا } أمر الله { وكانوا يعتدون } يتجاوزون الحلال إلى الحرام


ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون (113)


113 - { ليسوا } اي أهل الكتاب { سواء } مستوين { من أهل الكتاب أمة قائمة } مستقيمة ثابتة على الحق كعبد الله بن سلام رضي الله عنه وأصحابه { يتلون آيات الله آناء الليل } اي في ساعاته { وهم يسجدون } يصلون حال


يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين (114)


114 - { يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك } الموصوفون بما ذكر الله { من الصالحين } ومنهم من ليسوا كذلك وليسوا من الصالحين


وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين (115)


115 - { وما تفعلوا } بالتاء أيتها الأمة والياء اي الأمة القائمة { من خير فلن يكفروه } بالوجهين اي تعدموا ثوابه بل تجزون عليه { والله عليم بالمتقين }


إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (116)


116 - { إن الذين كفروا لن تغني } تدفع { عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله } اي من عذابه { شيئا } وخصهما بالذكر لأن الإنسان يدفع عن نفسه تارة بفداء المال وتارة بالاستعانة بالأولاد { وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }


مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون (117)


117 - { مثل } صفة { ما ينفقون } اي الكفار { في هذه الحياة الدنيا } في عداوة النبي أو صدقة ونحوها { كمثل ريح فيها صر } حر أو برد شديد { أصابت حرث } زرع { قوم ظلموا أنفسهم } بالكفر والمعصية { فأهلكته } فلم ينتفعوا به فكذلك نفقاتهم ذاهبة لا ينتفعون بها { وما ظلمهم الله } بضياع نفقاتهم { ولكن أنفسهم يظلمون } بالكفر الموجب لضياعها


يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون (118)


118 - { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة } أصفياء تطلعونهم على سركم أي غيركم من اليهود والنصارى والمنافقين { لا يألونكم خبالا } نصب بنزع الخافض أي لا يقصرون لكم في الفساد { ودوا } تمنوا { ما عنتم } اي عنتكم وهو شدة الضرر { قد بدت } ظهرت { البغضاء } العداوة لكم { من أفواههم } بالوقيعة فيكم وإطلاع المشركين على سركم { وما تخفي صدورهم } من العداوة { أكبر قد بينا لكم الآيات } على عداوتهم { إن كنتم تعقلون } ذلك فلا توالوهم


ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور (119)


119 - { ها } للتنبيه { أنتم } يا { أولاء } المؤمنين { تحبونهم } لقرابتهم منكم وصداقتهم { ولا يحبونكم } لمخالفتهم لكم في الدين { وتؤمنون بالكتاب كله } اي بالكتب كلها ولا يؤمنون بكتابكم { وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل } أطراف الأصابع { من الغيظ } شدة الغضب لما يرون من ائتلافكم ويعبر عن شدة الغضب بعض الأنامل مجازا وان لم يكن ثم عض { قل موتوا بغيظكم } اي ابقوا عليه إلى الموت فلن تروا ما يسركم { إن الله عليم بذات الصدور } بما في القلوب ومنه ما يضمره هؤلاء


إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط (120)


120 - { إن تمسسكم } تصبكم { حسنة } نعمة كنصر وغنيمة { تسؤهم } تحزنهم { وإن تصبكم سيئة } كهزيمة وجدب { يفرحوا بها } وجملة الشرط متصلة بالشرط قبل وما بينهما اعتراض والمعنى أنهم متناهون في عداوتكم فلم توالونهم فاجتنبوهم { وإن تصبروا } على أذاهم { وتتقوا } الله في موالاتهم وغيرها { لا يضركم } بكسر الضاد وسكون الراء وضمها وتشديدها { كيدهم شيئا إن الله بما يعملون } بالياء والتاء { محيط } عالم فيجازيهم به


وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم (121)


121 - { و } اذكر يا محمد { إذ غدوت من أهلك } من المدينة { تبوء } تنزل { المؤمنين مقاعد } مراكز يقفون فيها { للقتال والله سميع } لأقوالكم { عليم } بأحوالكم وهو يوم أحد خرج النبي صلى الله عليه وسلم بألف أو إلا خمسين رجلا والمشركون ثلاثة آلاف ونزل بالشعب يوم السبت سابع شوال سنة ثلاث من الهجرة وجعل ظهره وعسكره إلى أحد وسوى صفوفهم وأجلس جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله بن جبير بسفح الجبل وقال : إنضحوا عنا بالنبل لا يأتونا من ورائنا ولا تبرحوا غلبنا أو نصرنا


إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون (122)


122 - { إذ } بدل من إذ قبله { همت } بنو سلمة وبنو حارثة جناحا العسكر { طائفتان منكم أن تفشلا } تجبنا عن القتال وترجعا لما رجع عبد الله بن أبى المنافق وأصحابه وقال : علام نقتل أنفسنا وأولادنا وقال لأبى جابر السلمي القائل له أنشدكم الله في نبيكم وأنفسكم لو نعلم قتالا لاتبعناكم فثبتهما الله ولم ينصرفا { والله وليهما } ناصرهما { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } ليثقوا به دون غيره


ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون (123)


123 - ونزل لما هزموا تذكيرا لهم بنعمة الله { ولقد نصركم الله ببدر } موضع بين مكة والمدينة { وأنتم أذلة } بقلة العدد والسلاح { فاتقوا الله لعلكم تشكرون } نعمه


إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين (124)


124 - { إذ } ظرف لنصركم { تقول للمؤمنين } توعدهم تطمينا { ألن يكفيكم أن يمدكم } يعينكم { ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين } بالتخفيف والتشديد


بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين (125)


125 - { بلى } يكفيكم ذلك وفي الأنفال بألف لأنه أمدهم أولا بها ثم صارت ثلاثة ثم صارت خمسة كما قال تعالى { إن تصبروا } على لقاء العدو { وتتقوا } الله في المخالفة { ويأتوكم } اي المشركون { من فورهم } وقتهم { هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين } بكسر الواو وفتحها اي معلمين وقد صبروا وأنجز الله وعدهم بأن قاتلت معهم الملائكة على خيل بلق عليهم عمائم صفر أو بيض أرسلوها بين أكتافهم


وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم (126)


126 - { وما جعله الله } اي الإمداد { إلا بشرى لكم } بالنصر { ولتطمئن } تسكن { قلوبكم به } فلا تجزع من كثرة العدو وقلتكم { وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم } يؤتيه من يشاء وليس بكثرة الجند


ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين (127)


127 - { ليقطع } متعلق بنصركم اي ليهلك { طرفا من الذين كفروا } بالقتل والأسر { أو يكبتهم } يذلهم بالهزيمة { فينقلبوا } يرجعوا { خائبين } لم ينالوا ما راموه


ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون (128)


128 - ونزلت لما كسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم وشج وجهه يوم أحد وقال [ كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم ] { ليس لك من الأمر شيء } بل الأمر لله فاصبر { أو } بمعنى إلى أن { يتوب عليهم } بالإسلام { أو يعذبهم فإنهم ظالمون } بالكفر


ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم (129)


129 - { ولله ما في السماوات وما في الأرض } ملكا وخلقا وعبيدا { يغفر لمن يشاء } المغفرة له { ويعذب من يشاء } تعذيبه { والله غفور } لأوليائه { رحيم } بأهل طاعته


يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون (130)


130 - { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة } بألف ودونها بأن تزيدوا في المال عند حلول الأجل وتؤخروا الطلب { واتقوا الله } بتركه { لعلكم تفلحون } تفوزون


واتقوا النار التي أعدت للكافرين (131)


131 - { واتقوا النار التي أعدت للكافرين } أن تعذبوا بها


وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون (132)


132 - { وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون }


وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين (133)


133 - { وسارعوا } بواو ودونها { إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض } أي كعرضهما لو وصلت إحداهما بالأخرى والعرض السعة { أعدت للمتقين } الله بعمل الطاعات وترك المعاصي


الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)


134 - { الذين ينفقون } في طاعة الله { في السراء والضراء } اليسر والعسر { والكاظمين الغيظ } الكافين عن إمضائه مع القدرة { والعافين عن الناس } من ظلمهم اي التاركين عقوبتهم { والله يحب المحسنين } بهذه الأفعال اي يثيبهم


والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون (135)


135 - { والذين إذا فعلوا فاحشة } ذنبا قبيحا كالزنا { أو ظلموا أنفسهم } بما دونه كالقبلة { ذكروا الله } اي وعيده { فاستغفروا لذنوبهم ومن } اي لا { يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا } يديموا { على ما فعلوا } بل أقلعوا عنه { وهم يعلمون } أن الذي أتوه معصية


أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين (136)


136 - { أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } حال مقدرة اي مقدرين الخلود فيها إذا دخلوها { ونعم أجر العاملين } بالطاعة هذا الأجر


قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين (137)


137 - ونزل في هزيمة أحد { قد خلت } مضت { من قبلكم سنن } طرائق في الكفار بإمهالهم ثم أخذهم { فسيروا } أيها المؤمنون { في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } الرسل اي آخر أمرهم من الهلاك فلا تحزنوا لغلبتهم فأنا أمهلهم لوقتهم


هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين (138)


138 - { هذا } القرآن { بيان للناس } كلهم { وهدى } من الضلالة { وموعظة للمتقين } منهم


ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (139)


139 - { ولا تهنوا } تضعفوا عن قتال الكفار { ولا تحزنوا } على ما أصابكم بأحد { وأنتم الأعلون } بالغلبة عليهم { إن كنتم مؤمنين } حقا وجوابه دل عليه مجموع ما قبله


إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين (140)


140 - { إن يمسسكم } يصبكم بأحد { قرح } بفتح القاف وضمها جهد من جرح ونحوه { فقد مس القوم } الكفار { قرح مثله } ببدر { وتلك الأيام نداولها } نصرفها { بين الناس } يوما لفرقة ويوما لأخرى ليتعظوا { وليعلم الله } علم ظهور { الذين آمنوا } أخلصوا في إيمانهم من غيرهم { ويتخذ منكم شهداء } يكرمهم بالشهادة { والله لا يحب الظالمين } الكافرين اي يعاقبهم وما ينعم به عليهم استدراج


وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (141)


141 - { وليمحص الله الذين آمنوا } يطهرهم من الذنوب بما يصيبهم { ويمحق } يهلك { الكافرين }


أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين (142)


142 - { أم } بل أ { حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما } لم { يعلم الله الذين جاهدوا منكم } علم ظهور { ويعلم الصابرين } في الشدائد


ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون (143)


143 - { ولقد كنتم تمنون } فيه حذف إحدى التاءين في الأصل { الموت من قبل أن تلقوه } حيث قلتم ليت لنا يوما كيوم بدر لننال ما نال شهداؤه { فقد رأيتموه } اي سبيه الحرب { وأنتم تنظرون } اي بصراء تتأملون الحال كيف هي فلم انهزمتم ؟ ونزل في هزيمتهم لما أشيع أن النبي قتل وقال لهم المنافقون إن كان قتل فارجعوا إلى دينكم :


وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين (144)


144 - { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل } كغيره { انقلبتم على أعقابكم } رجعتم إلى الكفر والجملة محل الاستفهام الإنكاري اي ما كان معبودا فترجعوا { ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا } وإنما يضر نفسه { وسيجزي الله الشاكرين } نعمه بالثبات


وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين (145)


145 - { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله } بقضائه { كتابا } مصدر اي : كتب الله ذلك { مؤجلا } مؤقتا لا يتقدم ولايتأخر فلم انهزمتم ! والهزيمة لا تدفع الموت والثبات لا يقطع الحياة { ومن يرد } بعمله { ثواب الدنيا } اي جزاءه منها { نؤته منها } ما قسم له ولا حظ له في الآخرة { ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها } اي من ثوابها { وسنجزي الشاكرين }


وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين (146)


146 - { وكأين } كم { من نبي قاتل } وفي قراءة قاتل والفاعل ضميره { معه } خبر مبتدؤه { ربيون كثير } جموع كثيرة { فما وهنوا } جبنوا { لما أصابهم في سبيل الله } من الجراح وقتل أنبيائهم وأصحابهم { وما ضعفوا } عن الجهاد { وما استكانوا } خضعوا لعدوهم كما فعلتم حين قيل قتل النبي { والله يحب الصابرين } على البلاء أي يثيبهم


وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (147)


147 - { وما كان قولهم } عند قتل نبيهم مع ثباتهم وصبرهم { إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا } تجاوزنا الحد { في أمرنا } إيذانا بأن ما أصابهم لسوء فعلهم وهضما لأنفسهم { وثبت أقدامنا } بالقوة على الجهاد { وانصرنا على القوم الكافرين }


فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين (148)


148 - { فآتاهم الله ثواب الدنيا } النصر والغنيمة { وحسن ثواب الآخرة } اي الجنة وحسنه : التفضل فوق الاستحقاق { والله يحب المحسنين }


يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين (149)


149 - { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا } فيما يأمرونكم به { يردوكم على أعقابكم } إلى الكفر { فتنقلبوا خاسرين }


بل الله مولاكم وهو خير الناصرين (150)


150 - { بل الله مولاكم } ناصركم { وهو خير الناصرين } فأطيعوه دونهم


سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين (151)


151 - { سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب } بسكون العين وضمها الخوف وقد عزموا بعد ارتحالهم من أحد على العود واستئصال المسلمين فرعبوا ولم يرجعوا { بما أشركوا } بسبب إشراكهم { بالله ما لم ينزل به سلطانا } حجة على عبادته وهو الأصنام { ومأواهم النار وبئس مثوى } مأوى { الظالمين } الكافرين هي


ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين (152)


152 - { ولقد صدقكم الله وعده } إياكم بالنصر { إذ تحسونهم } تقتلونهم { بإذنه } بإرادته { حتى إذا فشلتم } جبنتم عن القتال { وتنازعتم } اختلفتم { في الأمر } اي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالمقام في سفح الجبل للرمي فقال بعضكم : نذهب فقد نصر أصحابنا وتعضكم : لا نخالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم { وعصيتم } أمره فتركتم المركز لطلب الغنيمة { من بعد ما أراكم } الله { ما تحبون } من النصر وجواب إذا دل عليه ما قبله اي منعكم نصره { منكم من يريد الدنيا } فترك المركز للغنيمة { ومنكم من يريد الآخرة } فثبت به حتى قتل كعبد الله بن جبير وأصحابه { ثم صرفكم } عطف على جواب إذا المقدر ردكم بالهزيمة { عنهم } اي الكفار { ليبتليكم } ليمتحنكم فيظهر المخلص من غيره { ولقد عفا عنكم } ما ارتكبتموه { والله ذو فضل على المؤمنين } بالعفو


إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون (153)


153 - اذكروا { إذ تصعدون } تبعدون في الأرض هاربين { ولا تلوون } تعرجون { على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم } اي من ورائكم يقول إلي عباد الله إلي عباد الله { فأثابكم } فجازاكم { غما } بالهزيمة { بغم } بسبب غمكم للرسول بالمخالفة وقيل الباء بمعنى على اي مضاعفا على غم فوت الغنيمة { لكيلا } متعلق بعفا أو بأثابكم فلا زائدة { تحزنوا على ما فاتكم } من الغنيمة { ولا ما أصابكم } من القتل والهزيمة { والله خبير بما تعملون }


ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور (154)


154 - { ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة } أمنا { نعاسا } بدل { يغشى } بالياء والتاء { طائفة منكم } وهم المؤمنون فكانوا يميدون تحت الحجف وتسقط السيوف منهم { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم } اي حملتهم على الهم فلا رغبة لهم إلا نجاتها دون النبي وأصحابه فلم يناموا وهم المنافقون { يظنون بالله } ظنا { غير } الظن { الحق ظن } اي كظن { الجاهلية } حيث اعتقدوا أن النبي قتل أو لا ينصر { يقولون هل } ما { لنا من الأمر } اي النصر الذي وعدناه { من } زائدة { شيء قل } لهم { إن الأمر كله } بالنصب توكيدا والرفع مبتدأ وخبره { لله } اي القضاء له يفعل ما يشاء { يخفون في أنفسهم ما لا يبدون } يظهرون { لك يقولون } بيان لما قبله { لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا } اي لو كان الاختيار إلينا لم نخرج فلم نقتل لكن أخرجنا كرها { قل } لهم { لو كنتم في بيوتكم } وفيكم من كتب الله عليه القتل { لبرز } خرج { الذين كتب } فضي { عليهم القتل } منكم { إلى مضاجعهم } مصارعهم فيقتلوا ولم ينجهم قعودهم لأن قضاءه تعالى كائن لا محالة { و } فعل ما فعل بأحد { ليبتلي } يختبر { الله ما في صدوركم } قلوبكم من الإخلاص والنفاق { وليمحص } يميز { ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور } بما في القلوب لا يخفى عليه شيء وإنما يبتلي ليظهر للناس


إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم (155)


155 - { إن الذين تولوا منكم } عن القتال { يوم التقى الجمعان } جمع المسلمين وجمع الكفار بأحد وهم المسلمون إلا اثني عشر رجلا { إنما استزلهم } أزلهم { الشيطان } بوسوسته { ببعض ما كسبوا } من الذنوب وهو مخالفة أمر النبي { ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور } للمؤمنين { حليم } لا يعجل على العصاة


يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير (156)


156 - { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا } اي المنافقين { وقالوا لإخوانهم } اي في شأنهم { إذا ضربوا } سافروا { في الأرض } فماتوا { أو كانوا غزى } جمع غاز فقتلوا { لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا } اي لا تقولوا كقولهم { ليجعل الله ذلك } القول في عاقبة أمرهم { حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت } فلا يمنع عن الموت قعود { والله بما تعملون } بالتاء والياء { بصير } فيجازيكم به


ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون (157)


157 - { ولئن } لام قسم { قتلتم في سبيل الله } اي الجهاد { أو متم } بضم الميم وكسرها من مات يموت ويمات اي أتاكم الموت فيه { لمغفرة } كائنة { من الله } لذنوبكم { ورحمة } منه لكم على ذلك واللام ومدخولها جواب القسم وهو في موضع الفعل مبتدأ خبره { خير مما يجمعون } من الدنيا بالتاء والياء


ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون (158)


158 - { ولئن } لام قسم { متم } بالوجهين { أو قتلتم } في الجهاد وغيره { لإلى الله } لا إلى غيره { تحشرون } في الآخرة فيجازيكم


فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين (159)


159 - { فبما رحمة من الله لنت } يا محمد { لهم } اي سهلت أخلاقك إذ خالفوك { ولو كنت فظا } سيء الخلق { غليظ القلب } جافيا فأغلظت لهم { لانفضوا } تفرقوا { من حولك فاعف } تجاوز { عنهم } ما أتوه { واستغفر لهم } ذنوبهم حتى أغفر لهم { وشاورهم } استخرج آراءهم { في الأمر } اي شأنك من الحرب وغيره تطييبا لقلوبهم وليستن بك وكان صلى الله عليه وسلم كثير المشاورة لهم { فإذا عزمت } على إمضاء ما تريد بعد المشاورة { فتوكل على الله } ثق به لا بالمشاورة { إن الله يحب المتوكلين } عليه


إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون (160)


160 - { إن ينصركم الله } يعنكم على عدوكم كيوم بدر { فلا غالب لكم وإن يخذلكم } يترك نصركم كيوم أحد { فمن ذا الذي ينصركم من بعده } اي بعد خذلانه اي لا ناصر لكم { وعلى الله } لا غيره { فليتوكل } ليثق { المؤمنون }


وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (161)


161 - ونزلت لما فقدت قطيفة حمراء يوم أحد فقال بعض الناس : لعل النبي أخذها : { وما كان } ما ينبغي { لنبي أن يغل } يخون في الغنيمة فلا تظنوا به ذلك وفي قراءة بالبناء للمفعول أن ينسب إلى الغلول { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } حاملا له على عنقه { ثم توفى كل نفس } الغال وغيره جزاء { ما كسبت } عملت { وهم لا يظلمون } شيئا


أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (162)


162 - { أفمن اتبع رضوان الله } فأطاع ولم يغل { كمن باء } رجع { بسخط من الله } لمعصيته وغلوله { ومأواه جهنم وبئس المصير } المرجع هي


هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون (163)


163 - { هم درجات } اي أصحاب درجات { عند الله } اي مختلفوا المنازل فلمن اتبع رضوانه الثواب ولمن باء بسخطه العقاب { والله بصير بما يعملون } فيجازيهم به


لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (164)


164 - { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم } اي عربيا مثلهم ليفهموا عنه ويشرفوا به لا ملكا ولا عجميا { يتلو عليهم آياته } القرآن { ويزكيهم } يطهرهم من الذنوب { ويعلمهم الكتاب } القرآن { والحكمة } السنة { وإن } مخففة اي إنهم { كانوا من قبل } اي قبل بعثه { لفي ضلال مبين } بين


أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير (165)


165 - { أو لما أصابتكم مصيبة } بأحد بقتل سبعين منكم { قد أصبتم مثليها } ببدر بقتل سبعين وأسر سبعين منهم { قلتم } متعجبين { أنى } من أين لنا { هذا } الخذلان ونحن مسلمون ورسول الله فينا والجملة الأخيرة محل الاستفهام الإنكاري { قل } لهم { هو من عند أنفسكم } لأنكم تركتم المركز فخذلتم { إن الله على كل شيء قدير } ومنه النصر ومنعه وقد جازاكم بخلافكم


وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين (166)


166 - { وما أصابكم يوم التقى الجمعان } بأحد { فبإذن الله } بإرادته { وليعلم } علم ظهور { المؤمنين } حقا


وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون (167)


167 - { وليعلم الذين نافقوا و } الذين { قيل لهم } لما انصرفوا عن القتال وهم عبد الله بن أبي وأصحابه { تعالوا قاتلوا في سبيل الله } أعداءه { أو ادفعوا } عنا القوم بتكثير سوادكم إن لم تقاتلوا { قالوا لو نعلم } نحسن { قتالا لاتبعناكم } قال تعالى تكذيبا لهم : { هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان } بما أظهروا من خذلانهم للمؤمنين وكانوا قبل أقرب إلى الإيمان من حيث الظاهر { يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } واو علموا قتالا لم يتبعوكم { والله أعلم بما يكتمون } من النفاق


الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين (168)


168 - { الذين } بدل من الذين قبله أو نعت { قالوا لإخوانهم } في الدين { و } قد { قعدوا } عن الجهاد { لو أطاعونا } اي شهداء أحد أو إخواننا في القعود { ما قتلوا قل } لهم { فادرؤوا } ادفعوا { عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين } في أن القعود ينجي منه ونزل في الشهداء :


ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون (169)


169 - { ولا تحسبن الذين قتلوا } بالتخفيف والتشديد { في سبيل الله } اي لأجل دينه { أمواتا بل } هم { أحياء عند ربهم } أرواحهم في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت كما ورد في الحديث { يرزقون } يأكلون من ثمار الجنة


فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (170)


170 - { فرحين } حال من ضمير يرزقون { بما آتاهم الله من فضله و } هم { يستبشرون } يفرحون { بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم } من إخوانهم المؤمنين ويبدل من الذين { أ } ن اي بأن { لا خوف عليهم } اي الذين لم يلحقوا بهم { ولا هم يحزنون } في الآخرة المعنى يفرحون بأمنهم وفرحهم


يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين (171)


171 - { يستبشرون بنعمة } ثواب { من الله وفضل } زيادة عليه { وأن } بالفتح عطفا على نعمة والكسر استئنافا { الله لا يضيع أجر المؤمنين } بل يأجرهم


الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172)


172 - { الذين } مبتدأ { استجابوا لله والرسول } دعاءه بالخروج للقتال لما أراد أبو سفيان وأصحابه العود تواعدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم سوق بدر العام المقبل من يوم أحد { من بعد ما أصابهم القرح } بأحد وخبر المبتدأ { للذين أحسنوا منهم } بطاعته { واتقوا } مخالفته { أجر عظيم } هو الجنة


الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173)


173 - { الذين } بدل من الذين قبله أو نعت { قال لهم الناس } اي نعيم بن مسعود الأشجعي { إن الناس } أبا سفيان وأصحابه { قد جمعوا لكم } الجموع ليستأصلوكم { فاخشوهم } ولا تأتوهم { فزادهم } ذلك القول { إيمانا } تصديقا بالله ويقينا { وقالوا حسبنا الله } كافينا أمرهم { ونعم الوكيل } المفوض إليه الأمر هو وخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فوافوا سرق بدر وألقى الله الرعب في قلب أبي سفيان وأصحابه فلم يأتوا وكان معهم تجارات فباعوا وربحوا قال الله تعالى :


فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174)


174 - { فانقلبوا } رجعوا من بدر { بنعمة من الله وفضل } بسلامة وربح { لم يمسسهم سوء } من قتل أو جرح { واتبعوا رضوان الله } بطاعته وطاعة رسوله في الخروج { والله ذو فضل عظيم } على أهل طاعته


إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين (175)


175 - { إنما ذلكم } اي القائل لكم إن الناس الخ { الشيطان يخوفـ } كم { أولياءه } الكفار { فلا تخافوهم وخافون } في ترك أمري { إن كنتم مؤمنين } حقا


ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم (176)


176 - { ولا يحزنك } بضم الياء وكسر الزاي وبفتحها وضم الزاي من حزنه لغة في أحزنه { الذين يسارعون في الكفر } يقعون فيه سريعا بنصرته وهم أهل مكة أو المنافقون اي لا تهتم لكفرهم { إنهم لن يضروا الله شيئا } بفعلهم وإنما يضرون أنفسهم { يريد الله أن لا يجعل لهم حظا } نصيبا { في الآخرة } اي الجنة فلذلك خذلهم الله { ولهم عذاب عظيم } في النار


إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم (177)


177 - { إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان } اي أخذوه بدله { لن يضروا الله } بكفرهم { شيئا ولهم عذاب أليم } مؤلم


ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين (178)


178 - { ولا يحسبن } بالياء والتاء { الذين كفروا أنما نملي } اي إملاءنا { لهم } بتطويل الأعمار وتأخيرهم { خير لأنفسهم } وأن ومعمولها سدت مسد المفعولين في قراءة التحتانية ومسد الثاني في الأخرى { إنما نملي } نمهل { لهم ليزدادوا إثما } بكثرة المعاصي { ولهم عذاب مهين } ذو إهانة في الآخرة


ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم (179)


179 - { ما كان الله ليذر } ليترك { المؤمنين على ما أنتم } أيها الناس { عليه } من اختلاط المخلص بغيره { حتى يميز } بالتخفيف والتشديد يفصل { الخبيث } المنافق { من الطيب } المؤمن بالتكاليف الشاقة المبينة لذلك ففعل ذلك يوم أحد { وما كان الله ليطلعكم على الغيب } فتعرفوا المنافق من غيره قبل التمييز { ولكن الله يجتبي } يختار { من رسله من يشاء } فيطلعه على غيبه كما أطلع النبي صلى الله عليه وسلم عن حال المنافقين { فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا } النفاق { فلكم أجر عظيم }


ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير (180)


180 - { ولا يحسبن } بالياء والتاء { الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله } اي بزكاته { هو } اي بخلهم { خيرا لهم } مفعول ثان والضمير للفصل والأول بخلهم مقدرا قبل الموصل على الفوقانية وقبل الضمير على التحتانية { بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به } اي بزكاته من المال { يوم القيامة } بأن يجعل حية في عنقه تنهشه كما ورد في الحديث { ولله ميراث السماوات والأرض } يرثهما بعد فناء أهلهما { والله بما تعملون } بالتاء والياء { خبير } فيجازيكم به


لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق (181)


181 - { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء } وهم اليهود قالوه لما نزل { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } وقالوا لو كان غنيا ما استقرضناه { سنكتب } نأمر بكتب { ما قالوا } في صحائف أعمالهم ليجازوا عليه وفي قراءة الياء مبنيا للمفعول { و } نكتب { قتلهم } بالنصب والرفع { الأنبياء بغير حق ونقول } بالنون والياء اي الله لهم في الآخرة على لسان الملائكة { ذوقوا عذاب الحريق } النار ويقال لهم إذا ألقوا فيها :


ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد (182)


182 - { ذلك } العذاب { بما قدمت أيديكم } عبر بها عن الإنسان لان اكثر الأفعال تزاول بها { وأن الله ليس بظلام } اي بذي ظلم { للعبيد } فيعذبهم بغير ذنب


الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين (183)


183 - { الذين } نعت للذين قبله { قالوا } لمحمد { إن الله } قد { عهد إلينا } في التوراة { أن لا نؤمن لرسول } نصدقه { حتى يأتينا بقربان تأكله النار } فلا نؤمن لك حتى بأتينا به وهو ما يتقرب به إلى الله من نعم وغيرها فإن قبل جاءت نار بيضاء من السماء فأحرقته وإلا بقى مكانه وعهد إلى بني إسرائيل ذلك إلا في المسيح ومحمد قال تعالى { قل } لهم توبيخا { قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات } بالمعجزات { وبالذي قلتم } كزكريا ويحي فقتلتموهم والخطاب لمن في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإن كان الفعل لأجدادهم لرضاهم به { فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين } في أنكم تؤمنون عند الإتيان به


فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر والكتاب المنير (184)


184 - { فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات } المعجزات { والزبر } كصحف إبراهيم { والكتاب } وفي قراءة بإثبات الباء فيهما { المنير } الواضح هو التوراة والإنجيل فاصبر كما صبروا


كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور (185)


185 - { كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم } جزاء أعمالكم { يوم القيامة فمن زحزح } بعد { عن النار وأدخل الجنة فقد فاز } نال غاية مطلوبة { وما الحياة الدنيا } اي العيش فيها { إلا متاع الغرور } الباطل يتمتع به قليلا ثم يفنى


لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور (186)


186 - { لتبلون } حذف منه نون الرفع لتوالي النونات والواو ضمير الجمع لالتقاء الساكنين لتختبرن { في أموالكم } بالفرائض فيها والحوائج { وأنفسكم } بالعبادات والبلاء { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } اليهود والنصارى { ومن الذين أشركوا } من العرب { أذى كثيرا } من السب والطعن والتشبيب بنسائكم { وإن تصبروا } على ذلك { وتتقوا } الله { فإن ذلك من عزم الأمور } اي : من معزماتها التي يعزم عليها لوجوبها


وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون (187)


187 - { و } اذكر { إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب } اي العهد عليهم في التوراة { لتبيننه } اي الكتاب { للناس ولا تكتمونه } اي الكتاب بالياء والتاء في الفعلين { فنبذوه } طرحوا الميثاق { وراء ظهورهم } فلم يعملوا به { واشتروا به } اخذوا بدله { ثمنا قليلا } من الدنيا من سفلتهم برياستهم في العلم فكتموه خوف فوته عليهم { فبئس ما يشترون } شراؤهم هذا


لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم (188)


188 - { لا تحسبن } بالتاء والياء { الذين يفرحون بما أتوا } فعلوا في إضلال الناس { ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا } من التمسك بالحق وهم على ضلال { فلا تحسبنهم } بالوجهين تأكيد { بمفازة } بمكان ينجون فيه { من العذاب } في الآخرة بل هم في مكان يعذبون فيه وهو جهنم { ولهم عذاب أليم } مؤلم فيها ومفعولا يحسب الأولى دل عليهما مفعولا الثانية على قراءة التحتانية وعلى الفوقانية حذف الثاني فقط


ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير (189)


189 - { ولله ملك السماوات والأرض } خزائن المطر والرزق والنبات وغيرها { والله على كل شيء قدير } ومنه تعذيب الكافرين وانجاء المؤمنين


إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب (190)


190 - { ولله ملك السماوات والأرض } وما فيهما من العجائب { واختلاف الليل والنهار } بالمجيء والذهاب والزيادة والنقصان { لآيات } دلالات على قدرته تعالى { لأولي الألباب } لذوي العقول


الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (191)


191 - { الذين } بعت لما قبله أو بدل { يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } مضطجعين اي في كل حال وعن ابن عباس يصلون كذلك حسب الطاقة { ويتفكرون في خلق السماوات والأرض } ليستدلوا به على قدرة صانعهما يقولون { ربنا ما خلقت هذا } الخلق الذي نراه { باطلا } حال عبثا بل دليلا على كمال قدرتك { سبحانك } تنزيها لك عن العبث { فقنا عذاب النار }


ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار (192)


192 - { ربنا إنك من تدخل النار } للخلود فيها { فقد أخزيته } أهنته { وما للظالمين } الكافرين فيه وضع الظاهر موضع المضمر إشعارا بتخصيص الخزي بهم { من أنصار } يمنعونهم من عذاب الله تعالى


ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار (193)


193 - { ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي } يدعو الناس { للإيمان } اي إليه وهو محمد أو القرآن { أن } اي بأن { آمنوا بربكم فآمنا } به { ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر } حط { عنا سيئاتنا } فلا تظهرها بالعقاب عليها { وتوفنا } اقبض أرواحنا { مع } في جملة { الأبرار } الأنبياء والصالحين


ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد (194)


194 - { ربنا آتنا } اعطنا { ما وعدتنا } به { على } ألسنة { رسلك } من الرحمة والفضل وسؤالهم ذلك وإن كان وعده تعالى لا يخلف سؤال أن يجعلهم من مستحقيه لأنهم لم يتيقنوا استحقاقهم له وتكرير ربنا مبالغة في التضرع { ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد } الوعد بالبعث والجزاء


فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب (195)


195 - { فاستجاب لهم ربهم } دعاءهم { أني } اي بأني { لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم } كائن { من بعض } اي الذكور من الإناث وبالعكس والجملة مؤكدة لما قبلها اي هم سواء في المجازاة بالأعمال وترك تضييعها نزلت لما قالت أم سلمة يا رسول الله إني لا أسمع ذكر النساء في الهجرة بشيء { فالذين هاجروا } من مكة إلى المدينة { وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي } ديني { وقاتلوا } الكفار { وقتلوا } بالتخفيف والتشديد وفي قراءة بتقديمه { لأكفرن عنهم سيئاتهم } أسترها بالمغفرة { ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا } مصدر من معنى لأكفرن مؤكدة له { من عند الله } فيه التفات عن التكلم { والله عنده حسن الثواب } الجزاء


لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد (196)


196 - ونزل لما قال المسلمون : أعداء الله فيما نرى من الخير ونحن في الجهد : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا } تصرفهم { في البلاد } بالتجارة والكسب


متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد (197)


197 - هو { متاع قليل } يتمتعون به يسيرا في الدنيا ويفنى { ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد } الفراش هي


لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار (198)


198 - { لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين } اي مقدرين بالخلود { فيها نزلا } وهو ما يعد للضيف ونصبه على الحال من جنات والعامل فيها معنى الظرف { من عند الله وما عند الله } من الثواب { خير للأبرار } من متاع الدنيا


وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب (199)


199 - { وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله } كعبد الله بن سلام وأصحابه والنجاشي { وما أنزل إليكم } اي القرآن { وما أنزل إليهم } اي التوراة والإنجيل { خاشعين } حال من ضمير يؤمن مراعى فيه معنى من اي : متواضعين { لله لا يشترون بآيات الله } التي عندهم في التوراة والإنجيل من نعت النبي صلى الله عليه وسلم { ثمنا قليلا } من الدنيا بأن بكتموها خوفا على الرياسة كفعل غيرهم من اليهود { أولئك لهم أجرهم } ثواب أعمالهم { عند ربهم } يؤتونه مرتين كما في القصص { إن الله سريع الحساب } يحاسب الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا


يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون (200)


200 - { يا أيها الذين آمنوا اصبروا } على الطاعات والمصائب وعن المعاصي { وصابروا } الكفار فلا يكونوا اشد صبرا منكم { ورابطوا } أقيموا على الجهاد { واتقوا الله } في جميع أحوالكم { لعلكم تفلحون } تفوزون بالجنة وتنجون من النار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abeer2002.yoo7.com
reda.alfa




عدد المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 27/10/2010
العمر : 51

تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200)   تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200) Emptyالخميس نوفمبر 25, 2010 2:24 am

ربنا ينفعنا بيكى ياأخت ( أمة الله )
ويزيد من أمثالك يارب cheers
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع تفسير سوره البقره من الايه 186حتى الايه250
» تابع تفسير سوره البقره من الايه 251حتى الايه286
» تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100)
» تابع تفسير سورة البقره من الايه (100)حتى الايه(185)
» تابع تفسير سورة النساء من الايه (77) للايه (110)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبير الإسلام :: الـــقـــرءان الـــــكـــــريــــــــم :: تـــفـــســـيــر الــــقــرءان-
انتقل الى: