عبير الإسلام
اهلا بكم اعزائى الكرام
عبير الإسلام
اهلا بكم اعزائى الكرام
عبير الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نشر ريحان الاسلام وعبيره العطر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» رسالة الى اختى المعلمة
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالأحد سبتمبر 25, 2011 2:51 pm من طرف امه الله

» اسباب تأخر سن الزواج
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالأحد سبتمبر 25, 2011 2:49 pm من طرف امه الله

» كام نكته يارب تعجبكوا
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 4:10 pm من طرف samir ahmed

» اغبى زوجين بالعالم
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 4:04 pm من طرف samir ahmed

» موسوعة لأغرب المعلومات وأطرفها
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 4:02 pm من طرف samir ahmed

» فضل لا إله إلا الله
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 3:46 pm من طرف samir ahmed

» مخلوقات الله تعالى، وتواصلها الرائع.. لغات بلا كلمات
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالخميس يوليو 07, 2011 3:42 pm من طرف samir ahmed

» الي من غرته الدنيا وزينتها
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالجمعة يناير 14, 2011 10:11 am من طرف مسلم

» ابع تفسي سوره النساء من الايه (111) حتى الايه(176)
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالجمعة يناير 14, 2011 9:54 am من طرف مسلم

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني

 

 تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
امه الله
رئيس المنتدى
امه الله


عدد المساهمات : 392
تاريخ التسجيل : 06/10/2010

تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Empty
مُساهمةموضوع: تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77)   تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77) Emptyالخميس نوفمبر 25, 2010 11:32 am

[ مدنية وآياتها 176 أو 177 نزلت بعد الممتحنة ]
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - { يا أيها الناس } اي أهل مكة { اتقوا ربكم } اي عقابه بأن تطيعوه { الذي خلقكم من نفس واحدة } آدم { وخلق منها زوجها } حواء بالمد من ضلع من أضلاعه اليسرى { وبث } فرق ونشر { منهما } من آدم وحواء { رجالا كثيرا ونساء } كثيرة { واتقوا الله الذي تساءلون } فيه إدغام التاء في الأصل في السين وفي قراءة بالتخفيف بحذفها اي تتساءلون { به } فيما بينكم حيث يقول بعضكم لبعض أسألك بالله وأنشدك بالله { و } اتقوا { الأرحام } أن تقطعوها وفي قراءة بالجر عطفا على الضمير في به وكانوا يتناشدون بالرحم { إن الله كان عليكم رقيبا } حافظا لأعمالكم فيجازيكم بها اي لم يزل متصفا بذلك


وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا (2)


2 - ونزل في يتيم طلب من وليه ماله فمنعه : { وآتوا اليتامى } الصغار الذين لا أب لهم { أموالهم } إذا بلغوا { ولا تتبدلوا الخبيث } الحرام { بالطيب } الحلال اي تأخذوه بدله كما تفعلون من اخذ الجيد من مال اليتيم وجعل الرديء من مالكم مكانه { ولا تأكلوا أموالهم } مضمومة { إلى أموالكم إنه } اي أكلها { كان حوبا } ذنبا { كبيرا } عظيما ولما نزلت تحرجوا من ولاية اليتامى وكان فيهم من تحته العشر أو الثمان من الأزواج فلا يعدل بينهم فنزل :


وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا (3)


3 - { وإن خفتم أ } ن { لا تقسطوا } تعدلوا { في اليتامى } فتحرجتم من أمرهم فخافوا أيضا آن لا تعدلوا بين النساء إذا نكحتموهن { فانكحوا } تزوجوا { ما } بمعنى من { طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } اي اثنتين اثنتين وثلاثا ثلاثا أو أربعا أربعا ولا تزيدوا على ذلك { فإن خفتم أ } ن { لا تعدلوا } فيهن بالنفقة والقسم { فواحدة } انكحوها { أو } اقتصروا على { ما ملكت أيمانكم } من الإماء إذ ليس لهم من الحقوق ما للزوجات { ذلك } اي نكاح الأربع فقط أو الواحدة أو التسري { أدنى } اقرب إلى { أن لا تعولوا } تجوروا


وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا (4)


4 - { وآتوا } أعطوا { النساء صدقاتهن } جمع صدقة مهورهن { نحلة } مصدر عطية عن طيب نفس { فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا } تمييز محول عن الفاعل اي طابت أنفسهن لكم عن شيء من الصداق فوهبنه لكم { فكلوه هنيئا } طيبا { مريئا } محمود العاقبة لا ضرر فيه عليكم في الآخرة نزلت ردا على من كره ذلك


ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا (5)


5 - { ولا تؤتوا } أيها الأولياء { السفهاء } المبذرين من الرجال والنساء والصبيان { أموالكم } اي أموالكم التي في أيديكم { التي جعل الله لكم قياما } مصدر قام اي تقوم بمعاشكم وصلاح أولادكم فيضعوها في غير وجهها وفي قراءة قيما جمع قيمة ما تقوم به الأمتعة { وارزقوهم فيها } اي أطعموهم منها { واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا } عدوهم عدة جميلة بإعطائهم أموالهم إذا رشدوا


وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا (6)


6 - { وابتلوا } اختبروا { اليتامى } قبل البلوغ في دينهم وتصرفهم في أحوالهم { حتى إذا بلغوا النكاح } اي صاروا أهلا له بالاحتلام آو السن وهو استكمال خمسة عشر سنة عند الشافعي { فإن آنستم } أبصرتم { منهم رشدا } صلاحا في دينهم ومالهم { فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها } أيها الأولياء { إسرافا } بغير حق حال { وبدارا } اي مبادرين إلى إنفاقها مخافة { أن يكبروا } رشداء فيلزمكم تسليمها إليهم { ومن كان } من الأولياء { غنيا فليستعفف } اي يعف عن مال اليتيم ويمتنع من أكله { ومن كان فقيرا فليأكل } منه { بالمعروف } بقدر أجرة عمله { فإذا دفعتم إليهم } اي إلى اليتامى { أموالهم فأشهدوا عليهم } أنهم تسلموها وبرئتم لئلا يقع اختلاف فترجعوا إلى البينة وهذا أمر إرشاد { وكفى بالله } الباء زائدة { حسيبا } حافظا لأعمال خلقه ومحاسبتهم


للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا (7)


7 - ونزل ردا لما كان عليه في الجاهلية من عدم توريث النساء والصغار : { للرجال } الأولاد والأقرباء { نصيب } حظ { مما ترك الوالدان والأقربون } المتوفون { وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه } اي المال { أو كثر } جعله الله { نصيبا مفروضا } مقطوعا بتسليمه إليهم


وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا (Cool


8 - { وإذا حضر القسمة } للميراث { أولو القربى } ذوو القرابة ممن لا يرث { واليتامى والمساكين فارزقوهم منه } شيئا قبل القسمة { وقولوا } أيها الأولياء { لهم } إذا كان الورثة صغارا { قولا معروفا } جميلا بأن تعتذروا إليهم إنكم لا تملكونه وأنه للصغار وهذا قيل إنه منسوخ وقيل لا ولكن تهاون الناس في تركه وعليه فهو ندب وعن ابن عباس واجب


وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا (9)


9 - { وليخش } اي ليخف على اليتامى { الذين لو تركوا } اي قاربوا أن يتركوا { من خلفهم } اي بعد موتهم { ذرية ضعافا } أولادا صغارا { خافوا عليهم } الضياع { فليتقوا الله } في أمر اليتامى وليأتوا إليهم ما يحبون أن يفعل بذريتهم من بعدهم { وليقولوا } لمن حضرته الوفاة { قولا سديدا } صوابا بأن يأمروه أن يتصدق بدون ثلثه ويدع الباقي لورثته ولا يتركهم عالة


إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (10)


10 - { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما } بغير حق { إنما يأكلون في بطونهم } اي ملأها { نارا } لأنه يؤول إليها { وسيصلون } بالبناء للفاعل والمفعول يدخلون { سعيرا } نارا شديدة يحترقون فيها


يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما (11)


11 - { يوصيكم } يأمركم { الله في } شأن { أولادكم } بما يذكر { للذكر } منهم { مثل حظ } نصيب { الأنثيين } إذا اجتمعتا معه فله نصف المال ولهما النصف فإن كان معه واحدة فلها الثلث وله الثلثان وان انفرد حاز المال { فإن كن } اي الأولاد { نساء } فقط { فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك } الميت وكذا الاثنتان لأنه للأختين بقوله { فلهما الثلثان مما ترك } فهما أولى ولأن البنت تستحق الثلث مع الذكر فمع الأنثى أولى { وفوق } قيل صلة وقيل لدفع توهم زيادة النصيب بزيادة العدد لما فهم استحقاق البنتين الثلثين من جعل الثلث للواحدة مع الذكر { وإن كانت } المولودة { واحدة } وفي قراءة بالرفع فكان تامة { فلها النصف ولأبويه } أي الميت ويبدل منهما { لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد } ذكر أو أنثى ونكتة البدل إفادة أنهما لا يشتركان فيه وألحق بالولد ولد الابن وبالأب الجد { فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه } فقط أو مع زوج { فلأمه } بضم الهمزة وكسرها فرارا من الانتقال من ضمة إلى كسرة لثقله في الموضعين { الثلث } اي ثلث المال أو ما يبقى بعد الزوج والباقي للأب { فإن كان له إخوة } اي اثنان فصاعدا ذكورا أو إناثا { فلأمه السدس } والباقي للأب ولا شيء للأخوة وإرث من ذكر ما ذكر { من بعد } تنفيذ { وصية يوصي } بالبناء للفاعل والمفعول { بها أو } قضاء { دين } عليه وتقديم الوصية على الدين وإن كانت مؤخرة عنه في الوفاة للاهتمام بها { آباؤكم وأبناؤكم } مبتدأ خبره { لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا } في الدنيا والآخرة فظان أن ابنه انفع له فيعطيه الميراث فيكون الأب انفع وبالعكس وإنما العالم بذلك هو الله ففرض لكم الميراث { فريضة من الله إن الله كان عليما } بخلقه { حكيما } فيما دبره لهم : اي لم يزل متصفا بذلك


ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم (12)


12 - { ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد } منكم أو من غيركم { فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين } وألحق بالولد في ذلك ولد الابن بالإجماع { ولهن } اي الزوجات تعددن أولا { الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد } منهن أو من غيرهن { فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين } وولد الابن في ذلك كالولد إجماعا { وإن كان رجل يورث } صفة والخبر { كلالة } اي لا والد له ولا ولد { أو امرأة } تورث كلالة { وله } اي للمورث كلالة { أخ أو أخت } اي من أم وقرأ به ابن مسعود وغيره { فلكل واحد منهما السدس } مما ترك { فإن كانوا } اي الاخوة والأخوات من الأم { أكثر من ذلك } اي من واحد { فهم شركاء في الثلث } يستوي فيه ذكرهم وأنثاهم { من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار } حال من ضمير يوصى اي غير مدخل الضرر على الورثة بأن يوصى بأكثر من الثلث { وصية } مصدر مؤكد ليوصيكم { من الله والله عليم } بما دبره لخلقه من الفرائض { حليم } بتأخير العقوبة عمن خالفه وخصت السنة توريث من ذكر بمن ليس فيه مانع من قتل أو اختلاف دين أو رق


تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم (13)


13 - { تلك } الأحكام المذكورة من أمر اليتامى وما بعده { حدود الله } شرائعه التي حدها لعباده ليعملوا بها ولا يتعدوها { ومن يطع الله ورسوله } فيما حكم به { يدخله } بالياء والنون التفاتا { جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم }


ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين (14)


14 - { ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله } بالوجهين { نارا خالدا فيها وله } فيها { عذاب مهين } ذو إهانة روعي في الضمائر في الآيتين لفظ من وفي خالدين معناها


واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا (15)


15 - { واللاتي يأتين الفاحشة } الزنا { من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم } اي من رجالكم المسلمين { فإن شهدوا } عليهن بها { فأمسكوهن } احبسوهن { في البيوت } وامنعوهن من المخالطة الناس { حتى يتوفاهن الموت } اي ملائكته { أو } إلى أن { يجعل الله لهن سبيلا } طريق إلى الخروج منها أمروا بذلك أول الإسلام ثم جعل لهم سبيلا بجلد البكر مائة وتغريبها عاما ورجم المحصنة وفي الحديث لما بين الحد قال [ خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا ] رواه مسلم


واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما (16)


16 - { واللذان } بتخفيف النون وتشديدها { يأتيانها } اي الفاحشة الزنا أو اللواط { منكم } اي الرجال { فآذوهما } بالسب والضرب بالنعال { فإن تابا } منها { وأصلحا } العمل { فأعرضوا عنهما } ولا تؤذوهما { إن الله كان توابا } على من تاب { رحيما } به وهذا منسوخ بالحد إن أريد بها الزنا وكذا إن أريد بها اللواط عند الشافعي لكن المفعول به لا يرجم عنده وإن كان محصنا بل يجلد ويغرب وإرداة اللواط أظهر بدليل تثنية الضمير والأول قال أراد الزاني والزانية ويرده تبيينهما بمن المتصلة بضمير الرجال واشتراكهما في الأذى والتوبة والإعراض وهو مخصوص بالرجال لما تقدم في النساء من الحبس


إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما (17)


17 - { إنما التوبة على الله } اي التي كتب على نفسه قبولها بفضله { للذين يعملون السوء } المعصية { بجهالة } حال اي جاهلين إذا عصوا ربهم { ثم يتوبون من } زمن { قريب } قبل أن يغرغروا { فأولئك يتوب الله عليهم } يقبل توبتهم { وكان الله عليما } بخلقه { حكيما } في صنعه بهم


وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما (18)


18 - { وليست التوبة للذين يعملون السيئات } الذنوب { حتى إذا حضر أحدهم الموت } واخذ في النزع { قال } عند مشاهدة ما هو فيه { إني تبت الآن } فلا ينفعه ذلك ولا يقبل منه { ولا الذين يموتون وهم كفار } إذا تابوا في الآخرة عند معاينة العذاب لا تقبل منهم { أولئك أعتدنا } اعددنا { لهم عذابا أليما } مؤلما


يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا (19)


19 - { يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء } اي ذاتهن { كرها } بالفتح والضم لغتان اي مكرهيهن على ذلك كانوا في الجاهلية يرثون نساء أقربائهم فإن شاءوا تزوجوهن بلا صداق أو زوجوهن وأخذوا صداقهن أو عضلوهن حتى يفتدين بما ورثنه أو يمتن فيرثوهن فنهوا عن ذلك { ولا } أن { تعضلوهن } اي تمنعوا أزواجكم عن نكاح غيركم بإمساكهن ولا رغبة لكم فيهن ضرارا { لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن } من المهر { إلا أن يأتين بفاحشة مبينة } بفتح الياء وكسرها اي بينت أو هي بينة اي زنا أو نشوز فلكم أن تضاروهن حتى يفتدين منكم ويختلعن { وعاشروهن بالمعروف } اي بالإجمال في القول والنفقة والمبيت { فإن كرهتموهن } فاصبروا { فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا } ولعله يجعل فيهن ذلك بأن برزقكم منهن ولدا صالحا


وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا (20)


20 - { وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج } اي أخذها بدلها بأن طلقتموها { و } قد { آتيتم إحداهن } اي الزوجات { قنطارا } مالا كثيرا صداقا { فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا } ظلما { وإثما مبينا } بينا ونصبهما على الحال الاستفهام للتوبيخ وللإنكار في قوله :


وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا (21)


21 - { وكيف تأخذونه } اي بأي وجه { وقد أفضى } وصل { بعضكم إلى بعض } بالجماع المقرر للمهر { وأخذن منكم ميثاقا } عهدا { غليظا } شديدا وهو ما أمر الله به من إمساكهن بمعروف أو تسريحهن بإحسان


ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا (22)


22 - { ولا تنكحوا ما } بمعنى من { نكح آباؤكم من النساء إلا } لكن { ما قد سلف } من فعلكم ذلك فانه معفو عنه { إنه } اي نكاحهن { كان فاحشة } قبيحا { ومقتا } سببا للمقت من الله وهو اشد البغض { وساء } بئس { سبيلا } طريقا ذلك


حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما (23)


23 - { حرمت عليكم أمهاتكم } أن تنكحوهن وشملت الجدات من قبل الأب أو الأم { وبناتكم } وشملت بنات الأولاد وإن سفلن { وأخواتكم } من جهة الأب أو الأم { وعماتكم } اي أخوات آبائكم وأجدادكم { وخالاتكم } اي أخوات أمهاتكم وجداتكم { وبنات الأخ وبنات الأخت } ويدخل فيهن أولادهم { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم } قبل استكمال الحولين خمس رضعات كما بينه الحديث { وأخواتكم من الرضاعة } ويلحق بذلك بالسنة البنات منها وهن من أرضعتهم موطوأته والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت منها لحديث : [ يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ] رواه البخاري ومسلم { وأمهات نسائكم وربائبكم } جمع ربيبة وهي بنت الزوجة من غيره { اللاتي في حجوركم } تربونهن صفة موافقة للغالب فلا مفهوم لها { من نسائكم اللاتي دخلتم بهن } اي جامعتموهن { فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم } في نكاح بناتهن إذا فارقتموهن { وحلائل } أزواج { أبنائكم الذين من أصلابكم } بخلاف من تبنيتموهم فلكم نكاح حلائلهم { وأن تجمعوا بين الأختين } من نسب أو رضاع بالنكاح ويلحق بهما بالسنة الجمع بينها وبين عمتها أو خالتها ويجوز نكاح كل واحدة على الانفراد وملكهما معا ويطأ واحدة { إلا } لكن { ما قد سلف } في الجاهلية من نكاحهم بعض ما ذكر فلا جناح عليكم فيه { إن الله كان غفورا } لما سلف منكم قبل النهي { رحيما } بكم في ذلك


والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما (24)


24 - { و } حرمت عليكم { المحصنات } اي ذوات الأزواج { من النساء } أن تنكحوهن قبل مفارقة أزواجهن حرائر مسلمات كن أو لا { إلا ما ملكت أيمانكم } من الإماء بالسبي فلكم وطؤهن وإن كان لهن أزواج في دار الحرب بعد الاستبراء { كتاب الله } نصب على المصدر اي كتب ذلك { عليكم وأحل } بالبناء للفاعل والمفعول { لكم ما وراء ذلكم } اي سوى ما حرم عليكم من النساء { أن تبتغوا } تطلبوا النساء { بأموالكم } بصداق أو ثمن { محصنين } متزوجين { غير مسافحين } زانين { فما } فمن { استمتعتم } تمتعتم { به منهن } ممن تزوجتن بالوطء { فآتوهن أجورهن } مهورهن التي فرضتم لهن { فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم } انتم وهن { به من بعد الفريضة } من حطها أو بعضها أو زيادة عليها { إن الله كان عليما } بخلقه { حكيما } فيما دبره لهم


ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم (25)


25 - { ومن لم يستطع منكم طولا } اي غنى ل { أن ينكح المحصنات } الحرائر { المؤمنات } هو جري على الغالب فلا مفهوم له { فمن ما ملكت أيمانكم } ينكح { من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم } فاكتفوا بظاهره وكلوا السرائر إليه فإنه العالم بتفضيلها ورب أمة تفضل حرة فيه وهذا تأنيس بنكاح الإماء { بعضكم من بعض } اي انتم وهن سواء في الدين فلا تستنكفوا من نكاحهن { فانكحوهن بإذن أهلهن } مواليهن { وآتوهن } أعطوهن { أجورهن } مهورهن { بالمعروف } من غير مطل ونقص { محصنات } عفائف حال { غير مسافحات } زانيات جهرا { ولا متخذات أخدان } أخلاء يزنون بهن سرا { فإذا أحصن } زوجن وفي قراءة بالبناء للفاعل تزوجن { فإن أتين بفاحشة } زنا { فعليهن نصف ما على المحصنات } الحرائر الأبكار إذا زنين { من العذاب } الحد فيجلدون خمسين ويغربن نصف سنة ويقاس عليهم العبيد ولم يجعل الإحصان شرطا لوجوب الحد لإفادة انه لا رجم عليهن اصلا { ذلك } اي نكاح المملوكات عند عدم الطول { لمن خشي } خاف { العنت } الزنا واصله المشقة سمي به الزنا لأنه سببها بالحد في الدنيا والعقوبة في الآخرة { منكم } بخلاف من لا يخافه من الأحرار فلا يحل له نكاحها وكذا من استطاع طول حرة وعليه الشافعي وخرج بقوله { من فتياتكم المؤمنات } الكافرات : فلا يحل له نكاحها ولو عدم وخاف { وأن تصبروا } عن نكاح المملوكات { خير لكم } لئلا يصير الولد رقيقا { والله غفور رحيم } بالتوسعة في ذلك


يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم (26)


26 - { يريد الله ليبين لكم } شرائع دينكم ومصالح أمركم { ويهديكم سنن } طرائق { الذين من قبلكم } من الأنبياء في التحليل والتحريم فتتبعوهم { ويتوب عليكم } يرجع بكم عن معصيته التي كنتم عليها إلى طاعته { والله عليم } بكم { حكيم } فيما دبره لكم


والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما (27)


27 - { والله يريد أن يتوب عليكم } كرر ليبنى عليه { ويريد الذين يتبعون الشهوات } اليهود والنصارى أو المجوس أو الزناة { أن تميلوا ميلا عظيما } تعدلوا عن الحق بارتكاب ما حرم عليكم فتكونوا مثلهم


يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا (28)


28 - { يريد الله أن يخفف عنكم } يسهل عليكم أحكام الشرع { وخلق الإنسان ضعيفا } لا يصبر عن النساء والشهوات


يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما (29)


29 - { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } بالحرام في الشرع كالربا والغصب { إلا } لكن { أن تكون } تقع { تجارة } وفي قراءة بالنصب أن تكون الأموال أموال تجارة صادرة { عن تراض منكم } وطيب نفس فلكم أن تأكلوها { ولا تقتلوا أنفسكم } بارتكاب ما يؤدي إلى هلاكها أيا كان في الدنيا أو الآخرة بقرينة { إن الله كان بكم رحيما } في منعه لكم من ذلك


ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا (30)


30 - { ومن يفعل ذلك } اي ما نهي عنه { عدوانا } تجوزا للحلال حال { وظلما } تأكيد { فسوف نصليه } ندخله { نارا } يحترق فيها { وكان ذلك على الله يسيرا } هينا


إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما (31)


31 - { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه } وهي ما ورد عليها وعيد كالقتل والزنا والسرقة وعن ابن عباس هي إلى السبعمائة أقرب { نكفر عنكم سيئاتكم } الصغائر بالطاعات { وندخلكم مدخلا } بضم الميم وفتحها أي إدخالا أو موضعا { كريما } هو الجنة


ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما (32)


32 - { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض } من جهة الدنيا أو الدين لئلا يؤدي إلى التحاسد والتباغض { للرجال نصيب } ثواب { مما اكتسبوا } بسبب ما عملوا من الجهاد وغيره { وللنساء نصيب مما اكتسبن } من طاعة أزواجهن وحفظ فروجهن نزلت لما قالت أم سلمة : ليتنا كنا رجالا فجاهدنا وكان لنا مثل أجر الرجال { واسألوا } بهمزة ودونها { الله من فضله } ما احتجتم إليه يعطيكم { إن الله كان بكل شيء عليما } ومنه محل الفضل وسؤالكم


ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا (33)


33 - { ولكل } من الرجال والنساء { جعلنا موالي } عصبة يعطون { مما ترك الوالدان والأقربون } لهم من المال { والذين عقدت } بألف ودونها { أيمانكم } جمع يمين بمعنى القسم أو اليد أي الحلفاء الذين عاهدتموهم في الجاهلية على النصرة والإرث { فآتوهم } الآن { نصيبهم } حظوظهم من الميراث وهو السدس { إن الله كان على كل شيء شهيدا } مطلعا ومنه حالكم وهذا منسوخ بقوله { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض }


الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا (34)


34 - { الرجال قوامون } مسلطون { على النساء } يؤدبونهن ويأخذون على أيديهن { بما فضل الله بعضهم على بعض } أي بتفضيله لهم عليهن بالعلم والعقل والولاية وغير ذلك { وبما أنفقوا } عليهن { من أموالهم فالصالحات } منهن { قانتات } مطيعات لأزواجهن { حافظات للغيب } أي لفروجهن وغيرها في غيبة أزواجهن { بما حفظ } لهن { الله } حيث أوصى عليهن الأزواج { واللاتي تخافون نشوزهن } عصيانهن لكم بأن ظهرت أمارته { فعظوهن } فخوفوهن الله { واهجروهن في المضاجع } اعتزلوا إلى فراش آخر إن أظهرت النشوز { واضربوهن } ضربا غير مبرح إن لم يرجعن بالهجران { فإن أطعنكم } فيما يراد منهن { فلا تبغوا } تطلبوا { عليهن سبيلا } طريقا إلى ضربهن ظلما { إن الله كان عليا كبيرا } فاحذروه أن يعاقبكم إن ظلمتموهن


وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا (35)


35 - { وإن خفتم } علمتم { شقاق } خلاف { بينهما } بين الزوجين والإضافة للاتساع أي شقاقا بينهما { فابعثوا } إليهما برضاهما { حكما } رجلا عدلا { من أهله } أقاربه { وحكما من أهلها } ويوكل الزوج حكمه في طلاق وقبول عوض عليه وتوكل هي حكمها في الاختلاع فيجتهدان ويأمران الظالم بالرجوع أو يفرقان إن رأياه قال تعالى { إن يريدا } أي الحكمان { إصلاحا يوفق الله بينهما } بين الزوجين أي يقدرهما على ما هو الطاعة من إصلاح أو فراق { إن الله كان عليما } بكل شيء { خبيرا } بالبواطن كالظواهر


واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا (36)


36 - { واعبدوا الله } وحدوه { ولا تشركوا به شيئا و } أحسنوا { بالوالدين إحسانا } برا ولين جانب { وبذي القربى } القرابة { واليتامى والمساكين والجار ذي القربى } القريب منك في الجوار أو النسب { والجار الجنب } البعيد عنك في الجوار أو النسب { والصاحب بالجنب } الرفيق في سفر أو صناعة وقيل الزوجة { وابن السبيل } المنقطع في سفره { وما ملكت أيمانكم } من الأرقاء { إن الله لا يحب من كان مختالا } متكبرا { فخورا } على الناس بما أوتي


الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا (37)


37 - { الذين } مبتدأ { يبخلون } بما يجب عليهم { ويأمرون الناس بالبخل } به { ويكتمون ما آتاهم الله من فضله } من العلم والمال وهم اليهود وخبر المبتدأ لهم وعيد شديد { وأعتدنا للكافرين } بذلك وبغيره { عذابا مهينا } ذا إهانة


والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا (38)


38 - { والذين } عطف على الذين قبله { ينفقون أموالهم رئاء الناس } مرائين لهم { ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } كالمنافقين واهل مكة { ومن يكن الشيطان له قرينا } صاحبا يعمل بأمره كهؤلاء { فساء } بئس { قرينا } هو


وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما (39)


39 - { وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله } اي ضرر عليهم في ذلك والاستفهام للإنكار ولو مصدرية اي لاضرر فيه وإنما الضرر فيما هو عليه { وكان الله بهم عليما } فيجازيهم بما عملوا


إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما (40)


40 - { إن الله لا يظلم } أحد { مثقال } وزن { ذرة } اصغر نملة بان ينقصها من حسناته أو يزيدها في سيئاته { وإن تك } الذرة { حسنة } من مؤمن وفي قراءة بالرفع فكان تامة { يضاعفها } من عشر إلى اكثر من سبعمائة وفي قراءة يضعفها بالتشديد { ويؤت من لدنه } من عنده مع المضاعفة { أجرا عظيما } لا يقدره أحد


فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (41)


41 - { فكيف } حال الكفار { إذا جئنا من كل أمة بشهيد } يشهد عليها بعملها وهو نبيها { وجئنا بك } يا محمد { على هؤلاء شهيدا }


يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا (42)


42 - { يومئذ } يوم المجيء { يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو } اي أن { تسوى } بالبناء للمفعول والفاعل مع حذف إحدى التاءين في الأصل ومع إدغامها في السين اي تتسوى { بهم الأرض } بأن يكونوا ترابا مثلها لعظم هوله كما في آية أخرى { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } { ولا يكتمون الله حديثا } عما عملوه وفي وقت آخر يكتمونه ويقولون { والله ربنا ما كنا مشركين }


يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا (43)


43 - { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة } أي لا تصلوا { وأنتم سكارى } من الشراب لأن سبب نزولها صلاة جماعة في حال سكر { حتى تعلموا ما تقولون } بأن تصحوا { ولا جنبا } بإيلاج أو إنزال ونصبه على الحال وهو يطلق على المفرد وغيره { إلا عابري } مجتازي { سبيل } طريق أي مسافرين { حتى تغتسلوا } فلكم أن تصلوا واستثناء المسافر لأن له حكما آخر سيأتي وقيل المراد النهي عن قربان مواضع الصلاة اي المساجد إلا عبورها من غير مكث { وإن كنتم مرضى } مرضا يضره الماء { أو على سفر } اي مسافرين وانتم جنب أو محدثون { أو جاء أحد منكم من الغائط } هو المكان المعد لقضاء الحاجة اي احدث { أو لامستم النساء } وفي قراءة بلا ألف وكلاهما بمعنى اللمس هو الجس باليد قاله ابن عمر وعليه الشافعي وألحق به الجس بباقي البشرة وعن ابن عباس هو الجماع { فلم تجدوا ماء } تتطهرون به للصلاة بعد الطلب والتفتيش وهو راجع إلى ما عدا المرضى { فتيمموا } اقصدوا بعد دخول الوقت { صعيدا طيبا } ترابا طاهرا فاضربوا به ضربتين { فامسحوا بوجوهكم وأيديكم } مع المرفقين منه ومسح يتعدى بنفسه وبالحرف { إن الله كان عفوا غفورا }


ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل (44)


44 - { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا } حظا { من الكتاب } وهم اليهود { يشترون الضلالة } بالهدى { ويريدون أن تضلوا السبيل } تخطئوا الطريق الحق لتكونوا مثلهم


والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا (45)


45 - { والله أعلم بأعدائكم } منكم فيخبركم بهم لتجتنبوهم { وكفى بالله وليا } حافظا لكم منهم { وكفى بالله نصيرا } مانعا لكم من كيدهم


من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (46)


46 - { من الذين هادوا } قوم { يحرفون } يغيرون { الكلم } الذي أنزل الله في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم { عن مواضعه } التي وضع عليا { ويقولون } للنبي صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم بشيء { سمعنا } قولك { وعصينا } أمرك { واسمع غير مسمع } حال بمعنى الدعاء اي لا سمعت { و } يقولون له { راعنا } وقد نهي عن خطابه بها وهي كلمة سب بلغتهم { ليا } تحريفا { بألسنتهم وطعنا } قدحا { في الدين } الإسلام { ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا } بدل وعصينا { واسمع } فقط { وانظرنا } انظر إلينا بدل راعنا { لكان خيرا لهم } مما قالوه { وأقوم } اعدل منه { ولكن لعنهم الله } أبعدهم عن رحمته { بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا } منهم كعبد الله بن سلام وأصحابه


يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا (47)


47 - { يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا } من القرآن { مصدقا لما معكم } من التوراة { من قبل أن نطمس وجوها } نمحو ما فيها من العين والأنف والحاجب { فنردها على أدبارها } فنجعلها كالأقفاء لوحا واحدا { أو نلعنهم } نمسخهم قردة { كما لعنا } مسخنا { أصحاب السبت } منهم { وكان أمر الله } قضاؤه { مفعولا } ولما نزلت اسلم عبد الله بن سلام فقيل كان وعيدا بشرط فلما اسلم بعضهم رفع وقيل يكون طمس ومسخ قبل قيام الساعة


إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (48)


48 - { إن الله لا يغفر أن يشرك } اي الإشراك { به ويغفر ما دون } سوى { ذلك } من الذنوب { لمن يشاء } المغفرة له بان يدخله الجنة بلا عذاب ومن شاء عذبه من المؤمنين بذنوبه ثم يدخله الجنة { ومن يشرك بالله فقد افترى إثما } ذنبا { عظيما } كبيرا


ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا (49)


49 - { ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم } وهم اليهود حيث قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه اي ليس الأمر بتزكيتهم أنفسهم { بل الله يزكي } يطهر { من يشاء } بالإيمان { ولا يظلمون } ينقصون من أعمالهم { فتيلا } قدر قشرة النواة


انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا (50)


50 - { أنظر } متعجبا { كيف يفترون على الله الكذب } بذلك { وكفى به إثما مبينا } بينا


ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا (51)


51 - ونزل في كعب بن الاشرف ونحوه من علماء اليهود لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر وحرضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت } صنمان لقريش { ويقولون للذين كفروا } أبي سفيان وأصحابه حين قالوا لهم : أنحن أهدى سبيلا ونحن ولاة البيت نسقي الحاج ونقري الضيف ونفك العاني ونفعل أم محمد ؟ وقد خالف دين آبائه وقطع الرحم وفارق الحرم { هؤلاء } اي انتم { أهدى من الذين آمنوا سبيلا } أقوم طريقا


أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا (52)


52 - { أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعنـ } ه { الله فلن تجد له نصيرا } مانعا من عذابه


أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا (53)


53 - { أم } بل أ { لهم نصيب من الملك } اي ليس لهم شيء منه ولو كان { فإذا لا يؤتون الناس نقيرا } أي شيئا تافها قدر النقرة في ظهر النواة لفرط بخلهم


أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما (54)


54 - { أم } بل { يحسدون الناس } اي النبي صلى الله عليه وسلم { على ما آتاهم الله من فضله } من النبوة وكثرة النساء اي يتمنون زواله عنه ويقولون لو كان نبيا لا شتغل عن النساء { فقد آتينا آل إبراهيم } جده كموسى وداود وسليمان { الكتاب والحكمة } والنبوة { وآتيناهم ملكا عظيما } فكان لداود تسع وتسعون امرأة ولسليمان ألف ما بين حرة وسرية


فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا (55)


55 - { فمنهم من آمن به } بمحمد صلى الله عليه وسلم { ومنهم من صد } اعرض { عنه } فلم يؤمن { وكفى بجهنم سعيرا } عذابا لمن لا يؤمن


إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما (56)


56 - { إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم } ندخلهم { نارا } يحترقون فيها { كلما نضجت } احترقت { جلودهم بدلناهم جلودا غيرها } بان تعاد إلى حالها غير محترقة { ليذوقوا العذاب } ليقاسوا شدته { إن الله كان عزيزا } لا يعجزه شيء { حكيما } في خلقه


والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا (57)


57 - { والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة } من الحيض وكل قذر { وندخلهم ظلا ظليلا } دائمين لا تنسخه شمس وهو ظل الجنة


إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم
بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا (58)


58 - { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات } اي ما اؤتمن عليه من الحقوق { إلى أهلها } نزلت لما اخذ علي رضي الله عنه مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة الحجي سادنها قسرا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح ومنعه وقال لو علمت انه رسول الله لم أمنعه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برده إليه وقال هاك خالدة فعجب من ذلك فقرأ له على الآية فأسلم وأعطاه عند موته لأخيه شيبة فبقي في ولده والآية وان وردت على سبب خاص فعمومها معتبر بقرينة الجمع { وإذا حكمتم بين الناس } يأمركم { أن تحكموا بالعدل إن الله نعما } فيه إدغام ميم نعم في ما النكرة الموصوفة اي نعم شيئا { يعظكم به } تأدية الأمانة والحكم بالعدل { إن الله كان سميعا } لما يقال { بصيرا } بما يفعل


يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا (59)


59 - { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي } أصحاب { الأمر } اي الولاة { منكم } إذا أمروكم بطاعة الله ورسوله { فإن تنازعتم } اختلفتم { في شيء فردوه إلى الله } اي إلى كتابه { والرسول } مدة حياته وبعده إلى سنته اي اكشفوا عليه منهما { إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك } أي الرد إليهما { خير } لكم من التنازع والقول بالرأي { وأحسن تأويلا } مآلا


ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60)


60 - ونزل لما اختصم يهودي ومنافق فدعا المنافق إلى كعب بن الاشرف ليحكم بينهما ودعا اليهودي إلى النبي صلى الله عليه سلم فأتياه فقضى لليهودي فلم يرض المنافق وأتيا عمر فذكر اليهودي ذلك فقال للمنافق كذلك قال نعم فقتله { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت } الكثير الطغيان وهو كعب بن الاشرف { وقد أمروا أن يكفروا به } ولا يوالوه { ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } عن الحق


وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61)


61 - { وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله } في القرآن من الحكم { وإلى الرسول } ليحكم بينكم { رأيت المنافقين يصدون } يعرضون { عنك } إلى غيرك { صدودا }


فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا (62)


62 - { فكيف } يصنعون { إذا أصابتهم مصيبة } عقوبة { بما قدمت أيديهم } من الكفر والمعاصي اي أيقدرون على الإعراض والفرار منهما ؟ لا { ثم جاؤوك } معطوف على يصدون { يحلفون بالله إن } من { أردنا } بالمحاكمة إلى غيرك { إلا إحسانا } صلحا { وتوفيقا } تأليفا بين الخصمين بالتقريب في الحكم دون الحمل على مر الحق


أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63)


63 - { أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم } من النفاق وكذبهم في عذرهم { فأعرض عنهم } بالصفح { وعظهم } خوفهم الله { وقل لهم في } شأن { أنفسهم قولا بليغا } مؤثرا فيهم اي ازجرهم ليرجعوا عن كفرهم


وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما (64)


64 - { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع } فيما يأمر به ويحكم { بإذن الله } بأمره لا ليعصى ويخالف { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } بتحاكمهم إلى الطاغوت { جاءوك } تائبين { فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول } فيه التفات عن الخطاب تفخيما لشأنه { لوجدوا الله توابا } عليهم { رحيما } بهم


فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (65)


65 - { فلا وربك } لا زائدة { لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر } اختلط { بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا } ضيقا أو شكا { مما قضيت } به { ويسلموا } ينقادوا لحكمك { تسليما } من غير معارضة


ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا (66)


66 - { ولو أنا كتبنا عليهم أن } مفسرة { اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم } كما كتبنا على بني إسرائيل { ما فعلوه } اي المكتوب عليهم { إلا قليل } بالرفع على البدل والنصب على الاستثناء { منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به } من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم { لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا } تحقيقا لإيمانهم


وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما (67)


67 - { وإذا } اي لو تثبتوا { لآتيناهم من لدنا } من عندنا { أجرا عظيما } هو الجنة


ولهديناهم صراطا مستقيما (68)


68 - { ولهديناهم صراطا مستقيما } قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف نراك في الجنة وأنت في الدرجات العلى ونحن اسفل منك ؟ فنزل :


ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (69)


69 - { ومن يطع الله والرسول } فيما أمر به { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين } أفاضل أصحاب الأنبياء لمبالغتهم في الصدق والتصديق { والشهداء } القتلى في سبيل الله { والصالحين } غير من ذكر { وحسن أولئك رفيقا } رفقاء في الجنة بان يستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم وان كان مقرهم في الدرجات العالية بالنسبة إلى غيرهم


ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما (70)


70 - { ذلك } اي كونهم مع من ذكر مبتدأ خبره { الفضل من الله } تفضل به عليهم لا انهم نالوه بطاعتهم { وكفى بالله عليما } بثواب الآخرة اي فثقوا بما أخبركم به { ولا ينبئك مثل خبير }


يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا (71)


71 - { يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم } من عدوكم اي احترزوا منه وتيقظوا له { فانفروا } انهظوا إلى قتاله { ثبات } متفرقين سرية بعد أخرى { أو انفروا جميعا } مجتمعين


وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا (72)


72 - { وإن منكم لمن ليبطئن } ليتأخرن عن القتال كعبد الله بن أبي المنافق وأصحابه وجعله منهم من حيث الظاهر والام في الفعل للقسم { فإن أصابتكم مصيبة } كقتل وهزيمة { قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا } حاضرا فأصاب


ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما (73)


73 - { ولئن } لام قسم { أصابكم فضل من الله } كفتح وغنيمة { ليقولن } نادما { كأن } مخففة واسمها محذوف أي كأنه { لم يكن } بالياء والتاء { بينكم وبينه مودة } معرفة وصداقة وهذا راجع إلى قد أنعم الله على اعترض به بين القول ومقوله وهو { يا } للتنبيه { ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما } آخذ حظا وافرا من الغنيمة قال تعالى :


فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما (74)


74 - { فليقاتل في سبيل الله } لإعلاء دينه { الذين يشرون } يبيعون { الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل } يستشهد { أو يغلب } يظفر بعدوه { فسوف نؤتيه أجرا عظيما } ثوابا جزيلا


وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا (75)


75 - { وما لكم لا تقاتلون } استفهام توبيخ اي لا مانع لكم من القتال { في سبيل الله و } في تخليص { المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } الذين حبسهم الكفار عن الهجرة وآذوهم قال ابن عباس رضي الله عنهما : كنت آنا وامي منهم { الذين يقولون } داعين يا { ربنا أخرجنا من هذه القرية } مكة { الظالم أهلها } بالكفر { واجعل لنا من لدنك } من عندك { وليا } يتولى أمورنا { واجعل لنا من لدنك نصيرا } يمنعنا منهم فقد استجاب الله دعاءهم فيسر لبعضهم الخروج وبقى بعضهم إلى أن فتحت مكة وولى صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد فأنصف مظلومهم من ظالمهم


الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا (76)


76 - { الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت } الشيطان { فقاتلوا أولياء الشيطان } أنصار دينه تغلبوهم لقوتكم بالله { إن كيد الشيطان } بالمؤمنين { كان ضعيفا } واهيا لا يقاوم كيد الله بالكافرين


ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا (77)


77 - { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم } عن قتال الكفار لما طلبوه بمكة لأذى الكفار لهم وهم جماعة من الصحابة { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب } فرض { عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون } يخافون { الناس } الكفار اي عذابهم بالقتل { كخشية } هم عذاب { الله أو أشد خشية } من خشيتهم له ونصب اشد على الحال وجواب لما دل عليه إذا وما بعدها اي فاجأتهم الخشية { وقالوا } جزعا من الموت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abeer2002.yoo7.com
 
تفسيرسورة النساء من الايه (1)حتى الايه(77)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابع تفسي سوره النساء من الايه (111) حتى الايه(176)
» تابع تفسير سورة النساء من الايه (77) للايه (110)
» تابع تفسير سورة البقره من الايه (100)حتى الايه(185)
» تابع تفسير سوره ال عمران من الايه (101)حتى الايه (200)
» تفسير سورة ال عمران من الايه (1)حتى الايه(100)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عبير الإسلام :: الـــقـــرءان الـــــكـــــريــــــــم :: تـــفـــســـيــر الــــقــرءان-
انتقل الى: