1. حسن الصحبة للوالدين : ورد بصحيح البخاري - (ج 18 / ص 363) جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ ” . وفي رواية أخرى ، كما جاء بصحيح مسلم - (ج 12 / ص 389) قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ ؟ قَالَ : أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ ” . أي انه ردد أن الأم أحق بصحابة الابن أو الإنسان ثلاث مرات عن حق الأب ، وهو تكريم جليل للأم على مدار الحياة وليس ليوم واحد كيوم الأم أو الأسرة كما يفعل الغرب والغربيون وأشباههم ومقلديهم وأتباعهم من الأمم الأخرى . فالإسلام دين متميز ومميز في كافة النواحي والمجالات الدنيوية والأخروية .
دخول جنة النعيم بإطاعة الوالدين : جاء في صحيح مسلم - (ج 12 / ص 396) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” رَغِمَ أَنْفُ ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ، قِيلَ : مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ ” . وفي رواية أخرى ، وردت بسنن الترمذي - (ج 11 / ص 455) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ ” . وفي حديث نبوي شريف آخر ، كما جاء بمسند أحمد - (ج 17 / ص 243) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” رَغِمَ أَنْفُ ، رَغِمَ أَنْفُ ، رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا عِنْدَهُ الْكِبَرُ لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ” .
تحريم عقوق الوالدين من الكبائر المهلكة للأبناء : اعتبر الإسلام أن عقوق الوالدين من الكبائر المهلكة للأبناء في الدنيا والآخرة على السواء ، ولهذا دعا الإسلام لتحاشي عقوق أو مخالفة ورفض قبول طلبات الوالدين المسلمين ، أحدهما أو كليهما . فعن ذلك جاء بصحيح البخاري - (ج 9 / ص 135) سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكَبَائِرِ قَالَ : ” الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ ” . وفي حديث آخر ، ورد في صحيح البخاري - (ج 21 / ص 238) جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ ؟ قَالَ : الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، قَالَ ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، قَالَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ ، قُلْتُ وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ . قَالَ : الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ ” .
تحريم عدم لعن الوالدين ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ، أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ : يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ ” . وفي حديث شريف آخر ،ورد بصحيح البخاري - (ج 8 / ص 251) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ : عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ ، وَمَنَعَ وَهَاتِ . وَكَرِهَ لَكُمْ : قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ” .
وبهذا إخواني القراء والمستمعين الكرام ليس كالإسلام في تكريم الأمهات والآباء أيضاً ، فالغرب حدد يوما واحداً لتكريم الأمهات هو يوم الأم في 21 آذار من كل عام ولم يحدد يوما لتكريم الآباء بينما الإسلام يقول ولا تقل لهما أف ودعا إلى عدم الصياح عليهما أو نهرهما والإسلام بهذا يعمل على تقوية الأواصر الاجتماعية والنفسية والمعنوية للأسرة أبناء وبنات وآباء وأمهات .
وفي الغرب بعد أن تكبر وتهرم الأم أو الأب يصار إلى وضعهما في بيوت المسنين والعجزة وهذا حط من شأن المرأة والرجل على السواء ، أما الإسلام الحنيف دين الفطرة فطلب من الأبناء أن يرعوا شؤون الوالدين ، الآباء والأمهات في ساعات عزهما وقوتهما وحالات ضعفهما على حد سواء ، جاء المستدرك على الصحيحين للحاكم وفي المعجم الكبير للطبراني - (ج 11 / ص 173) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” بَرُّوا آباءَكُمْ تَبَرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ ، وَعِفُّوا تَعِفُّ نِسَاؤُكُمْ ” .
فالأم التي ربت أبناءها على الصراط المستقيم والخلق القويم لا يمكن لابنها إلا أن يبرها عند كبرها وهرمها ، كيف لا وهي التي حملته جنيناً في أحشائها نحو تسعة أشهر وأرضعته نحو عامين وربته ورعته طفلاً وشاباً طيلة عدة سنوات حتى كبر واستقام عوده وصلبه ، وبر الأمهات مقدم على بر الآباء بالحنو والملاطفة والمعاملة الحسنة البشوشة ولنعمل على تكريم الوالدين ( الآباء والأمهات ) على حد سواء في كل يوم وليلة وأن نطيعهما ما أطاعا الله سبحانه وتعالى لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . ليس ذلك فحسب بل إن الإسلام اعتبر أن رعاية شؤون الوالدين نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله وان ذلك من الأسباب الموجبة لدخول الجنة ، فقد ورد بصحيح البخاري - (ج 10 / ص 188) جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ ؟ فَقَالَ : ” أَحَيٌّ وَالِدَاكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ ” . بالإضافة إلى هذا وذاك ، فقد جاء بمسند أحمد - (ج 27 / ص 356) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ وَيُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ” . وفي سنن ابن ماجه - (ج 11 / ص 53) أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى وَلَدِهِمَا ؟ قَالَ : هُمَا جَنَّتُكَ وَنَارُكَ ” .
وفي سياق متصل في علاقة الأزواج بين بعضهما البعض واهتمام المرأة بزوجها لتكون قدوة لبناتها أمهات المستقبل ، جاء بمسند أحمد - (ج 55 / ص 350) أَنَّ عَمَّةً لَهُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ فَفَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا فَقَالَ لَهَا : ” أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ . قَالَ : فَأَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ ؟ ( قَالَ يَعْلَى ) فَكَيْفَ أَنْتِ لَهُ ؟ قَالَتْ : مَا آلُوهُ إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ . قَالَ : انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ ” .
وهناك قصة متعارف عليها إسلاميا في التقوى والزهد وبر الوالدين المؤمنين ، جاء بصحيح البخاري - (ج 8 / ص 141) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ أَخَذَهُمْ الْمَطَرُ ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ ، فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ فَادْعُوا اللَّهَ بِهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ . قَالَ أَحَدُهُمْ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ حَلَبْتُ فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ وَإِنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُمَا نَامَا فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ ، فَفَرَجَ اللَّهُ فَرَأَوْا السَّمَاءَ . وَقَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنَّهَا كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ فَطَلَبْتُ مِنْهَا فَأَبَتْ عَلَيَّ حَتَّى أَتَيْتُهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ فَبَغَيْتُ حَتَّى جَمَعْتُهَا فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ ، وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ ، فَقُمْتُ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا فَرْجَةً ، فَفَرَجَ . وَقَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ ، قَالَ أَعْطِنِي حَقِّي فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَغِبَ عَنْهُ فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيَهَا ، فَجَاءَنِي فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ ، فَقُلْتُ اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ الْبَقَرِ وَرُعَاتِهَا فَخُذْ . فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بِي ، فَقُلْتُ : إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَخُذْ ، فَأَخَذَهُ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ مَا بَقِيَ فَفَرَجَ اللَّهُ ” .
على أي حال ، فإن الإسلام أيضا دعا إلى بر الوالدين الآباء والأمهات بعد وفاتهما بقراءة القرآن على أرواحهما والاستغفار لهما وزيارة قبورهما أو الحج عنهما وإخراج الصدقة عن أرواحهما وحث على بر الابن أو البنت لاصدقائهما بعد وفاتهما ، وصلة أصدقائهما وتنفيذ وصاياهما . جاء بسنن أبي داود - (ج 13 / ص 353) عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيِّ قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا ؟ قَالَ : نَعَمْ : الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا ، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا ، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا ، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا ” .
الترهيب من عقوق الوالدين
توعد الإسلام من يعق الوالدين أو الأبوين أحدهما أو كلاهما ، ويستخف بهما ولا يهتم بهما ولا يرعاهما ولا يطيعهما في الحياة الدنيا بالويل والثبور والملاحقة الربانية له ، وعدم النظر الإلهي له . جاء بسنن النسائي - (ج 8 / ص 342) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ ، وَالدَّيُّوثُ . وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى ” . والمرأة المترجلة هي المتشبهه بالرجال .
وجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 5 / ص 365) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أربعة حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ، ولا يذيقهم نعيمها : مدمن الخمر ، وآكل الربا ، وآكل مال اليتيم بغير حق ، والعاق لوالديه ” . وفي حديث آخر ، أورده المعجم الكبير للطبراني - (ج 2 / ص 113) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” ثَلاثَةٌ لا يَنْفَعُ مَعَهُنَّ عَمَلٌ : الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ ” . وعقوق الوالدين هي من الكبائر التي يعاقب الله شديد العقاب عليها الأبناء في الحياة الدنيا قبل الآخرة ، ورد في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 17 / ص 103) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات ” .
ولا بد من القول ، إن من حقوق الوالدين الكريمين على الأبناء ، أن يصحباهم بالحسنى وأن يعاملانهم بالتقوى واللطف والملاطفة والإحسان الكبير العظيم الشامل الجامع وتتمثل أبرز مظاهر الإحسان للوالدين في حياتهما بما هو آت :
1. تقديم العون المعنوي لهم في جميع مراحل العمر . وخاصة عند الكبر والحاجة الماسة للمساعدة وعدم الزعيق في وجوههما وعدم نهرهما والتأفف من معاملتهما وإخفاض جناح الطيبة والسكينة والوقار لهما والدعاء الطيب لهما وتطييب نفسيهما .
تقديم العون المادي لهما : ويتمثل بأهم الأمور التالية .
أولا : مخصص نقدي شهري .
ثانيا : توفير المسكن والأطعمة والأشربة والألبسة المناسبة .
ثالثا : الاهتمام الكافي بهما في حالة المرض وتوفير العلاج اللازم .
رابعا : المودة والزيارة الدائمة لهما .
خامسا : توفير الأجواء الإنسانية لهما .
سادسا : صلة رحمهما والإحسان لأقربائهما وأصحابهما .
سابعا : عدم تفضيل البناء والزوجات على الوالدين .
وأخيراً ، إن الأبناء هم فلذات أكباد الآباء والأمهات ربوهم وأحسنوا إليهم وقدموا كل غال ونفيس حتى يصبحوا كباراً فمن حق المحسن أن يحسن إليه وكما يقول رب العالمين : { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) }( القرآن الحكيم ، الرحمن ) . بلى ورب العباد أجمعين .
أدعية قرآنية
من الأبناء للوالدين الكريمين
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ( القرآن المجيد ، غافر )
- وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا .
- رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا .
- رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
- رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
- رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ .
نترككم في أمان الله ورعايته . سلام قولا من رب رحيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته